ما قرأ أحدٌ حرفاً، ولا خط بقلم إلا وكان للمعلم له عليه فضل، لذا فالمعلم سابق بالفضل، وعلى مدار السنين حظي المعلم بالتقدير والاحترام كونه صاحب رسالة سامية، وقد زاد من فضل المهنة واحترامها ما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "إنما بُعثت معلماً". والمكانة العالية لمهنة التعليم تنبع من كونها المهنة التي تضع الأساس في بناء الشخص، الذي سيكون بدوره الأساس في بناء الأمة، وهي أيضا المهنة التي تصنع الكوادر المؤهلة لباقي المهن. كما أن تقدير المهنة وإجلالها لا بد أن ينسحبا على القائم بها، ومن هنا أصبح المعلم جديرا بقول شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أرأيت أكرم أو أجل من الذي يبني ويُنشئ أنفسا وعقولا ولكي يكون المعلم جديرا بشرف الاشتغال بهذه المهنة لا بد له من أن يتحلى بكونه: – أنه ليس مجرد ناقل للمعرفة، فالمعرفة يمكن أن تنتقل بوسائط عديدة كأجهزة الإعلام والإنترنت، ولكن يبقى المعلم هو الوسيلة الناجعة في نقل روح العلم قبل نصوصه. – متفاعلا مع المجتمع، مؤثرا فيه ومتأثرا به، حتى قيل: لا تأخذوا العلم عن مكتبي (وهو من يتلقى المعرفة من الكتب دون معلم). ولا القرآن من مصحفي (وهو من يحفظ القرآن من المصحف دون أن يكون له شيخٌ محفظ). – صاحب الدور المهم والأكبر في صناعة الأجيال وتأسيس النهضة. – المثل والقدوة علما وسلوكا، فما يقوم به من سلوك سوف ينبت في الأجيال التالية سلوكيات تتناسب مع ما قام به سواء كان بقصد أو دون قصد. – محترما للقوانين والأعراف الاجتماعية والقيم الدينية. - مساعدا على تحقيق سلوك اجتماعي إيجابي لدى الطلاب قوامه الانضباط والنظام، كما أن المعلم يجب أن يكون ملاحظا دقيقا، ومقوما واعيا لسلوك الطلاب. ولكي يكون غرس المعلم مثمراً لا بد أن تهيئ له التربة الصالحة لنمو هذا الغرس وينعه وذلك بجعل الطالب: مقدرا ومحترما لشخص المعلم وعلمه، آخذا عنه في أدب، شاكرا له في تواضع. مقبلا على المعلم، راغبا ومحبا، وذلك بتنمية الدوافع الذاتية لديه لحب العلم والرغبة فيه. يبصر ويقدر دور التعليم وأهميته ومردوده الأدبي والمادي على الفرد والمجتمع. وأخيرا، نؤكد على أن العملية التعليمية منظومة متكاملة قوامها: المعلم والمتعلم والمحتوى التعليمي والبيئة التعليمية، ولا رقي للعملية التعليمية إلا بالارتقاء بعناصرها مجتمعة.