أخي الخلوق الدكتور عبدالرحمن يحفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أعدتني إلى طيف الخيال.. فوددت أن أعود إليه.. بكلمات كتبت لي من أكثر من ثلاثة عقود، وقد انتظرت لأرى ماذا يكون من أمرك.. وأقول: إن الموضوع بسيط جداً لأن تلك النظرة تستطيع أن تحيي جوانب الحياة، يصعب على أكثر الرجال ذكاء الوصول إليها إلا من أوصلته ووصلها.. لا تعليق أدام الله عليك نعمة الود والمحبة والكنز الذي تحمله بين ثناياك. أتاني مرهقاً.. نشيطا.. آملا.. متألما.. - ما بالك أيها الرجل..!؟ - لا أعلم.. فإني أشعر بما لم أشعر به من قبل.. - بماذا تشعر..؟! - أشعر بشيء في داخلي يعتصرني عصراً.. ورأسي تدور في أفلاك بعيده.. لا أستطيع أن أركز.. أو أنجز.. أو أقرر.. - منذ متى هذه الحاله ..؟! - فقط منذ يومين.. أتتني فجأة.. وبعنف وأرهقتني.. فلا نوم.. ولا طعام.. ولا إنجاز.. ولا عمل. حتى صلاتي وذكري وتسبيحي أشعر بقصوري في أدائها على ما يجب.. - أوصف لي ما قبل اليومين.. كيف كنتَ..! - كنتُ مزهواً بحالي.. أطير فوق الرياح.. وأصارع الجبال.. أحسست أني فتى.. لم يتجاوز العقد الثالث.. أضرب في الأرض بقوة الشباب وحكمة الشيوخ ووقار الحاكم.. لا ألتفتُ ورائي.. ولا تهزني أصوات العواصف والرعد والصواعق.. ثابت القامة.. قوي الملاحظة.. في نظرتي حدة وحنان.. وفي كلمتي حكمة وطرافه.. ورأيي لا يُعارَض.. وابتسامتي يتطلع إليها الجميع.. وأخدم من غير طلب.. وأجاب من غير أن أدعو.. كلي رضى وطمأنينه.. - عجيب أمرك أيها الرجل..! ماذا قبل ذلك..؟ هل أنت مسحور.. أو معتوه أو مسَّك جان..؟ أو ظلمت أحداً وضميرك يؤنبك..؟ - كل هذا ليس سببا.. فلستُ مسحورا.. بمعنى السحر الذي تقصد.. ولستُ معتوها.. بمعنى الجنون الذي ترمي.. ولست ممسوكاً من الجان.. بمعنى اللبس الذي تتخيل.. ولست ظالما لأحد.. بمعنى الظلم الذي تنكره.. - إذاً ماذا عنك وأنت الذي تقرأ ما في أنفسنا.. وتكشف لنا أخطاءنا.. وتنصحنا.. ونسير وفق توجيهاتك.. ونؤمن بصدقك وعقلك..؟! - إني مسحور.. ومعتوه.. وظالم..؟ - هل هذا لغز..؟ - نعم.. إنه لغز.. وحكاية.. وتاريخ.. وألم.. وأمل.. وقلوب وعقول.. وصد وهجر.. وبعد وقرب.. - اللهم فك سحره.. وثبت رشده.. واغفر ظلمه.. * هذه رسالة بعنوان: «حوار الذات» أسعدني بها الشيخ أحمد حسن فتيحي تعليقاً على مقالاتي ليوم الجمعة فأردت مشاركة القراء لقيمتها ورقي مفرداتها.