تعد "إيجابية التفكير" من أهم العوامل المساعدة على النجاح والتفوق، فالمتفوقون عادة ما يتجاوزون السلبيات التي تقف في سبيل نجاحهم ويواصلون طريقهم نحو تحقيق أحلامهم، أما غيرهم فيقف على أعتاب هذه السلبيات ولا يمضي خطوة جديدة نحو النجاح فتموت أحلامهم. وقد وجد الباحثون معدلات أعلى من الإحباط لدى الأشخاص الذين يعزون فشلهم لعيوب شخصية، أما المتفائلون فينظرون إلى الفشل على أنه "تجربة تعليمية" ويؤمنون بقدرتهم على تحسين أدائهم في المستقبل، بحسب ما أوردته مجلة "فوربس". كما كشف استطلاع لموقع الوظائف "Talent Smart" شمل أكثر من مليون شخص أن 90% من المتفوقين يتمتعون بمعدلات أعلى مما يعرف "بالذكاء العاطفي" أو "Emotional Intelligence" (EQS). وحددت "فوربس" 7 تحديات يراها الكثيرون حائلا بينهم وبين النجاح بينما يستطيع الناجحون تجاوزها ومنعها من صرفهم عن تحقيق أحلامهم. 1-العمر: الناجحون ينظرون إلى أعمارهم على أنها مجرد أرقام ولا يسمحون لحداثة أعمارهم بصدهم عن بدء شق طريقهم نحو النجاح، ولا يصغون لمن يطالبهم بالانتظار حتى يصبحوا أكبر سنا وأكثر خبرة، بل يتبعون فطرتهم وقلوبهم ويمضون قدما في تحقيق أحلامهم. 2-المقارنات والآراء السلبية: الشخص الذي يقيس سعادته وتقديره لذاته من خلال المقارنة مع الآخرين يكون قد فقد سيطرته على إدارة حياته، فالناجحون يؤمنون بأن الاهتمام بآراء الآخرين بشأنهم هو مضيعة للوقت والجهد، وتقديرهم لذاتهم ينبع من داخلهم، وعندما يشعرون بالرضا من إنجاز شيء ما لا يسمحون لأي رأي بسرقة هذا الرضا والسعادة من بين أيديهم. 3-المحبطون: يرى الخبراء أن أي شخص يعد مزيجا من أكثر خمس شخصيات يخالطها، لذلك يجب أن يحرص كل من يسعى إلى النجاح على الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يحدون من طموحاته سواء بدافع السلبية أو الغيرة أو ضيق الأفق، وعليه أن يحاول دائما أن يحيط نفسه بالأشخاص الإيجابيين الذين يقدرون حلمه ويشجعونه على تحقيقه. فالعديد من الشركات الفائقة النجاح التي تأسست حديثا قام بإنشائها ثنائيات اشتركت في الحلم والعمل، على سبيل المثال كان مؤسسا شركة "آبل" "ستيف جوبز" و"ستيف وزنياك" يقطنان في نفس الحي. وقد التقى مؤسسا "مايكروسوفت" "بيل جيتس" و"بول آلين" في المدرسة الإعدادية. أما مؤسسا "جوجل" "سيرجي برين" و"لاري بيدج" فقد التقيا أثناء دراستهما في جامعة "ستانفورد". 4-الخوف: الخوف يختلف عن الخطر الحقيقي في أنه مجرد شعور يصنعه الخيال، فالخطر الحقيقي يسبب ارتفاعا مفاجئا لمستوى الأدرينالين في الجسم عندما يواجه مشكلة حقيقية مثل السير في مواجهة حافلة مسرعة، أما الخوف فهو اختيار، والأشخاص الناجحون يدركون هذه الحقيقة جيدا فيتجاهلون مخاوفهم ولا يسمحون لها بإعاقتهم. فالخوف يسبب الموت الداخلي للإنسان بينما هو على قيد الحياة إذ يوقفه عن القيام بأي إنجاز. 5-كثرة الشكوى: الحياة لا تسير دائما في الاتجاه الذي يخططه الشخص، ففي بعض الأحيان تأتي بنتائج على غير المتوقع، وهنا يأتي فارق آخر بين الناجحين وغيرهم، فبينما يقضي الفريق الثاني وقته في الشكوى من المشكلة دون البحث عن حل لها يحرص الناجح على عدم إضاعة وقته بالشكوى والتركيز على سبل حل لها واختيار أنسبها ثم المضي قدما في طريقه. وإذا صادف الناجح شخصا كثير الشكوى عليه أن يبادر بسؤاله عن الحل الذي يراه مناسبا لمشكلته، فإما أن يتوقف هذا الشخص عن الشكوى أو يبدأ بالفعل في تفكير إيجابي لحل المشكلة. 6-الماضي: تماما مثل الخوف فان الخيال ينسج أشباحا سلبية مثيرة للقلق عن الماضي والمستقبل، لكن الناجحين يدركون أن الشعور بالذنب مهما بلغت حدته لن يغير الماضي، كما أن القلق مهما كان حجمه لن يغير المستقبل، لذلك هم يركزون على الحاضر حتى لا يصرفهم التفكير في أزمان ولت أو أخرى لم تأت بعد عن استغلال الفرص المتاحة أمامهم، وهناك أمران أساسيان للنجاح في عيش اللحظة الحاضرة: الأول: تقبل الماضي، فإذا لم ينجح الانسان في مصالحة ماضيه لن يتمكن من تشكيل مستقبله، ويجب أن يقتصر النظر إلى الماضي على شيء واحد فقط وهو معرفة حجم الإنجازات التي تحققت حتى الوقت الحاضر. الثاني: تقبل غموض المستقبل: ليس من المنطقي أن يظل المرء قلقا من توقعات غير ملموسة نصبها خياله، فالخائف من المستقبل مثله كمثل "شخص يحمل دينا لا يخصه" كما شبهه الكاتب "مارك توين". 7-أوضاع العالم: من يتابع أخبار العالم يجدها دائما وأبدا تدور حول سلسلة لا تنتهي من الحروب والعنف وضعف الاقتصادات وانهيار الشركات والكوارث البيئية وغيرها من الأنباء السلبية التي تثير الرعب من قرب انهيار العالم. لكن الناجحين لا يأبهون لأي من ذلك لأنهم لا يسمحون لأنفسهم بالقلق من أحداث تخرج عن نطاق سيطرتهم، وبدلا من ذلك يحاولون تركيز كامل طاقتهم على أمرين فقط يقعان في دائرة سيطرتهم، ألا وهما التركيز الإيجابي والجهد. فهم يركزون على الجوانب المشرقة سواء في حياتهم أو في العالم من حولهم، كما يبذلون جهدهم في أعمال تسهم في تحسين حياتهم وكذلك حياة من يعيشون حولهم ليصبح العالم مكانا أفضل.