كشف الطالب السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية معاذ الخلف تفاصيل كفاحه التي قادته للحصول على جائزة أفضل رسالة دكتوراه على مستوى العالم في هندسة البرمجيات لعام 2015. وقال الخلف، الأحد (19 يوليو 2015) في سلسلة تغريدات كتبها عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن قصته بدأت "في أواخر عام 2012 بعد نشر ورقتين علميتين في مؤتمرين، وبعد أن أنهيت اختبار الدكتوراه قبل الأخير بدأت أشعر بمشاكل في الرقبة والظهر بدأت هذه المشاكل تتطور إلى ضعف بحيث أصبحت لا أستطيع الوقوف أو الجلوس لأكثر من نصف ساعة، عندها توقفت تمامًا عن البحث ولم أذهب للجامعة، أخذت الإذن من مشرفي "تيفك" والذي قدم لي دعما كبيرا وطلب مني أن أبحث عن علاج". البحث عن علاج ووفقا لموقع عاجل يقول معاذ، بدأت أقضي وقتي في مراجعات بين المستشفيات في كاليفورنيا وكانت زوجتي تقوم بدور الأب والأم لأولادي "عبد الله وديم" فقد كنت ملازما للفراش طوال الوقت، مشيرا إلى أن الأمر انتهى به في قسم الأعصاب في مستشفى UCLA الشهير بكاليفورنيا، إلا أنهم لم يجدوا أي مشاكل عدا تصلب شديد في العضلات ونشاط مفرط في الأعصاب. وأضاف: "أخبروني أن العلاج الوحيد هو العلاج الطبيعي وأن المرض قد يستمر لسنوات، فذهبت لمراكز العلاج الطبيعي ولم أستطع ان أقوم بالتمارين، فقد كنت شبه مقعد لا أستطيع حتى الجلوس لطاولة الكمبيوتر والعمل". الإصرار على النجاح وبعد مرور أربعة أشهر من الحيرة والتفكير بالعودة للمملكة بشهادة الماجستير أم إكمال رسالة الدكتوراه، قرر معاذ "أن الرجوع سيكون خسارة مضاعفة وأنه لا بد من أكمل بأي ثمن". فطلب معاذ من زوجته العودة مع أطفالهما إلى المملكة بعد أن أعياها التعب، لكنها أبت إلا أن تبقى بجانبه، ليبدأ العمل على تحقيق الهدف. العمل من الفراش اتفق الشاب السعودي مع مشرفه على أن يقوم بالعمل من فراشه في المنزل، على أن يزوره حسب الاستطاعة مرة أو مرتين بالشهر، مشيرا إلى أن محنة العمل من الفراش حملت في جنباتها منحتين عظيمتين أولهما التفرغ بشكل تام للبحث دون أصدقاء أو تلفزيون الذي ساعده على اكتشاف عمله وهو "أن العمل الجاد أهم بكثير من الموهبة". وثانيا: الاعتماد على نفسه باتخاذ القرارات المهمة أثناء البحث بسبب البعد عن المشرف ما أوصله لاكتشاف "أنه أفضل من يعرف عن بحثه وعن أدق التفاصيل". مواصلة البحث عن العلاج في الوقت نفسه، لم ييأس معاذ من البحث عن علاج، حيث زار 11 طبيبًا، مشيرا إلى أن "تأمين الملحقية السعودية الطبي له ساعده في ذلك فلهم جزيل الشكر". وقال إن الطبيب رقم 11 ذكر له زيارة طبيبة إعادة تأهيل في مدينته فذهب لعيادتها فحولته لمعالج طبيعي حددته بالاسم، وأنه سيتمكن من مساعدته وستتابع معه أولا بأول". وأضاف: "ذهبت لذلك الشخص مباشرة فسألني: هل تؤمن أنك ستتحسن؟ إذا كان جوابك لا فاطلب منك المغادرة".. فبدا معاذ معه كورس علاج طبيعي خاص من تصميمه في الماء استمر 9 أشهر حتى انهى الدكتوراه وعاد إلى الوطن"، مشيرا إلى أن " ذلك الشخص "السيد فينس" كان السبب بعد الله في استعادتي لبعض صحتي ووقوفي على قدمي مرة اخرى وما زلت حتى اليوم مستمرا في هذا العلاج بنفسي". الفوز بالجائزة وحول فوزه بالجائزة، أوضح معاذ أنه في عام 2014 تحسنت صحتي وبدأت أذهب بشكل منتظم للجامعة ونشرت الورقة البحثية الاخيرة التي قبلت في مؤتمر علمي ثم تفرغت لإكمال كتابة الرسالة، وناقشت في مايو 2014 ووقعت اللجنة على الرسالة عدا المشرف". وأشار إلى أن المفاجأة كانت عندما أصر الدكتور تفيك عليه أن يستمر في الكتابة والتحسين رغم مرضه لقناعته بان الرسالة متميزة وقد تفوز بجائزة، مشيرا إلى أنه "لم يوقع الرسالة حتى ساعتين قبل موعد التسليم وبعد شهر من المناقشة، راجعنا الرسالة سويا 5 مرات على الأقل.. سلمت الرسالة في 13 جون الساعة 6 مساء وتخرجت". وتوجه معاذ برسالة لطلاب الدكتوراه قال فيها: "الدكتوراه صعبة ومرهقة جدا والكثير يمرون بظروف مختلفة اثناء هذه الفترة فلا تظن انك الوحيد.. كن شجاعا ذا عزيمة وابحث عن حل بدل ندب الحظ.. لا مشكلة بدون حل". وكان مغردون بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" احتفوا بفوز معاذ عبر هاشتاق "#معاذ_الخلف" و"#ألف_مبروك_لمعاذ_الخلف" بآلاف التغريدات، كما أن عدد متابعي معاذ على تويتر ازداد بشكل ملحوظ حيث كان 1800 متابع قبل تغريدته عن فوزه بالجائزة ليتجاوز 8500 متابع حتى لحظة كتابة هذا التقرير.