بدأ نشاط تجاري فردي جديد يأخذ مكانه بين الأنشطة الأخرى، إذ أدى خوف العائلات من عاملات المنازل إلى الاستعانة بما يسمى "مفتشة العاملات"، وهي امرأة تتولي مهام تفتيش العاملة المنزلية، وأمتعتها بحثا عن كل ما يمكن أن تكون خبأته عن عائلة كفيلها قبل أن تسافر به إلى بلادها. وأدى انتشار قصص السحر والسرقة التي تنفذها بعض العاملات المنزليات إلى إدخال الخوف لبعض ربات المنازل، والخوف من أن تأخذ العاملة من المنزل صورا أو ملابس أو شَعرا، يمكن الاستعانة به في إلحاق الأذى بالعائلة، ما أدى إلى الاستعانة بمفتشات لإبعاد الحرج والقلق عن ربة المنزل. وبحسب صحيفة الوطن تتم عملية التفتيش بإيهام العاملة قبل السفر أن الجهات المتخصصة ستقوم بتفتيشها قبل مغادرتها، إذ تقوم المفتشة بارتداء زي خاص يوحي بالصرامة، حتى تقتنع العاملة بأن الإجراء رسمي وليس بطلب من ربة المنزل. وتعثر المفتشة غالبا على شَعر وصور تخص العائلة، وهي أكثر ما يخيف العائلات، نظرا لاستعمال ذلك في عمليات السحر والشعوذة، وتراوح قيمة عملية التفتيش الواحدة ما بين 300 إلى 500 ريال. تقول أم محمد وتعمل معلمة "أسمع كثيرا عما يحصل للمنازل من مآس بعد سفر العاملة من مرض طفل، أو تهديد بصور، وأنا أرى أن ذلك يمكن القضاء عليه بالتعامل الجيد مع العاملة، وعدم إرهاقها بالأعمال، وتسليمها راتبها في الوقت المحدد". وأضافت "أنا غير مقتنعة بجدوى إحضار مفتشة لتفتيش العاملة قبل السفر، لأنها تعيش في المنزل ويصعب اكتشاف ما تضمر". وتضيف أم فهد بقولها "لا أرى أي مانع من تفتيش العاملة إذا كانت هناك مفتشة محترفة ستتولى ذلك، فالعاملات كن سببا في الكثير من المآسي للعائلات، بسبب ما يسرقنه من متعلقات شخصية تستعمل في أعمال السحر، وكذلك المتعلقات الثمينة من ذهب ومجوهرات غالية الثمن، إذ يمكن أن تستغل العاملة وجودها في المنزل للحصول على ما تقع عليه عينها من أشياء ثمينة". وتقول المفتشة أم سعود إن "المفتشات أصبحن أمرا معتادا لكثرة مشاكل العاملات، وقيام بعضهن بالسرقة من المنازل". وتقول إنها بدأت في التفتيش لعائلاتها وأقاربها، وبمرور الوقت أصبح كثيرون يحتاجون إلى خدماتها لخوفهم من تفتيش عاملاتهم". وعن أكثر ما تعثر عليه مع العاملات، تضيف أم سعود "الشعر والصور والملابس الداخلية، وقطع الذهب الصغيرة هي أكثر ما يتم العثور عليه". وعن الأسعار قالت إن "عملية التفتيش تكلف 500 ريال لأن أغلب العاملات يحملن حقائب كبيرة الحجم، ويجب تفتيشها بدقة، ويستغرق ذلك ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، يدخل فيها التفتيش الشخصي للعاملة، وتغيير ملابسها حيث تعمل بعض ربات المنازل إلى إحضار ملابس جديدة لها، وأخذ القديمة خوفا من قيامها بإخفاء أي شيء داخلها". وأوضحت أم سعود أنها تنبه إلى عادة لدى العاملات، لا تعرفها ربات المنازل، وهي أن جميع الجنسيات من العاملات يقمن بجمع شعرهن الخاص والذهاب به إلى بلادهن لاستعماله فيما بعد في التزين، وهو ما يجعل العائلة تخاف من وجود الشعر"، مشيرة إلى أن السيدة يجب عليها معرفة شعرها وشعر بناتها، وهو أمر سهل على النساء.