أدى التحفظ الزائد حول الإدلاء بأية تصريح أو توضيح من قبل مديرية الشؤون الصحية في القصيم أو وزارة الصحة، حول ما الواقع الحقيقي في مستشفيات منطقة القصيم فيما يخص فيروس "كورونا" الذي وصل إلى بعض مستشفيات المنطقة، وطال أحد الممارسين الصحيين في مستشفى الملك فهد التخصصي، إلى سريان الكثير من المعلومات المتضاربة والتكهنات المتباينة حول عدد الإصابات والوفيات، فتحدث البعض عن إضراب عاملين وإخراج مرضى وإغلاق مستشفيات وهو ما أخرج "صحة القصيم" عن صمتها لتشن هجومًا لاذعًا على "الإعلام الجديد" واصفة من يقف وراء أخباره المغلوطة ب"الأطفال والجهلة". وجسد هذا الهجوم وفقًا لصحيفة "الوطن"، تغريدة نشرت على حساب صحة القصيم الرسمي علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أدت إلى امتعاض الكثير من المهتمين والمتابعين للشأن الصحي والوقائي في المنطقة، لأن صحة المنطقة استصغرت وسفهت، كما يقولون، بعض من يقف وراء استخدام وسائل الإعلام الجديد مثل "تويتر" و"واتساب". وذكرت "صحة القصيم" في تغريدتها أن: "مستشفيات القصيم تقدم خدماتها الطبية والجراحية والتوعوية للمستفيدين كالمعتاد، وإرجاف المجتمع يقوده جهلة وأطفال مستغلين الإعلام المفتوح". وبعد ذلك بقليل عادت "صحة القصيم" لتبين في تغريدة أخرى لا تخلو من الانفعال، أن للمجتمع والإعلام دورًا في التوعية والتثقيف الصحي والوقائي، وهو شريك في تقديم الخدمات، والإسهام في صياغة وعي المجتمع بالحالة الصحية للمنطقة، وحري بمن يمتلك وسيلة إعلامية دعم الجانب الطبي والتوعوي والصحي، ليقوم بدوره الاجتماعي، لا أن يرهب الناس ويحرمهم من الخدمة. وانتقد عدد من متابعي "وسائل الإعلام الجديد" والمهتمين بالنشر الإلكتروني، العبارات التي تضمنتها تغريدة "صحة القصيم"، وذكر أحدهم على موقع "تويتر" قائلًا: "أنها لا ترتقي إلى مستوى المسؤولية الإعلامية التي ينبغي أن يتصف بها الموقع الرسمي للصحة، بوصفه موقعًا توعويًا تثقيفيًا، يختار ألفاظه ومفرداته بعناية، ويعول عليه أن يكون مشاركًا ومكملًا لأي وسيلة إعلامية، ومصححًا وموضحًا لأي معلومة يتم تداولها". وانتشر قبل أيام قليلة عدد من المقاطع المصورة والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدور حول عزوف كثير من المرضى عن زيارة المستشفيات ومراجعتها، تخوفًا من مرض "كورونا"، مما أدى إلى خلو بعض أقسام الطوارئ من المرضى. وكانت وزارة الصحة أكدت خلال بيانات صادرة عن مركز القيادة والتحكم تسجيل سبع حالات إصابة بمرض "كورونا" في منطقة القصيم خلال أقل من أسبوع، من بينها اثنان من الممارسين الصحيين في المنطقة، ونتج عنها وفاة أحد المقيمين في بداية العقد الخامس من عمره. من جهة أخرى، اعتمدت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم تجهيز 16 غرفة جديدة مخصصة لعزل المصابين بأمراض وبائية وذلك في مستشفى بريدة المركزي، وفقًا لما تقتضيه الحاجة الطبية. وترأس المدير العام للمديرية الدكتور "صلاح الخراز"، أمس الأحد، الاجتماع الأسبوعي للقياديين بصحة القصيم، وتم خلاله التأكيد على متابعة تطبيق سياسات ومعايير فيروس "كورونا" في جميع مستشفيات المنطقة، عبر الزيارات الميدانية للتدريب المستمر لجميع مقدمي الخدمات الصحية على التعامل الأمثل مع الحالات المصابة بالأمراض الوبائية. وأكد "الخراز" أنه تم استحداث وحدات تطهير متنقلة لمستشفيات المنطقة مع أجهزة لتنقية المواقع والبيئة الصحية بالمستشفيات، مشيرًا إلى أن "صحة القصيم" كانت شكلت لجانًا بجميع المستشفيات تتولى متابعة وتقصي الأمراض الوبائية، لضمان الحد من الإصابة بطرق علمية وطبية. إلى ذلك، سجلت وزارة الصحة، أمس الأحد، ثلاث إصابات جديدة بفيروس كورونا، اثنتان في القصيم وواحدة في الرياض، وذكرت ذلك في بيان على الموقع الإلكتروني، وبذلك يرتفع عدد الإصابات الكلي إلى " 883 "، توفي منهم"372″.