بعد أقل من 24 ساعة على إعلان تونس إلغاء موسم الحج هذا العام لخوفها من تفشي فيروس الوباء العالمي (إتش1 إن1) المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان رسمي قدرة المملكة العربية السعودية على استضافة موسم الحج. واعتبرت أن نجاحها في تنظيم موسم العمرة في شهر رمضان بوقوع 26 إصابة بالمرض فقط من بين مليوني حاج، هو خير دليل على هذه القدرة. وقال الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط: "إن المملكة العربية السعودية لديها الإمكانيات التي تجعلها قادرة على التعامل مع الحجاج والمعتمرين، وأنه على مدى الثلاثين عاما الأخيرة لم يحدث أي وباء، سواء في الحج أو في العمرة". واستدل الدكتور الجزائري على قدرة السعودية على تنظيم موسم حج ناجح هذا العام بقوله: إن اكتشاف 26 حالة (إصابة بالمرض) بين أكثر من مليوني معتمر في شهر رمضان الماضي معظمهم في مكة، ولم يتلقوا لقاحا يظهر مدى استعداد المملكة للتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة". وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت نجاح خطتها في مجال التصدي لمرض إنفلونزا "إتش1 إن1" خلال موسم العمرة في شهر رمضان، وأوضحت الوزارة أنها لم تسجل أي حالة وفاة بالمرض عقب انتهاء موسم العمرة لشهر رمضان وانتهاء فترة الحضانة للمرض. وأكد الجزائري -في بيان وزعه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة اليوم- أن "لدى السعودية كميات كافية من التدابير الدوائية وغير الدوائية"، التي تؤهلها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام. وأشار إلى أنها تعاقدت على استيراد اللقاح الجديد الخاص بإنفلونزا (إتش1 إن1)، إلا أن "وروده سيتأخر"، وذكر أن وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة أفاد ب"أن المملكة لن تمنع أحدا من الحضور إليها، سواء كان بسبب إنفلونزا (إتش1 إن1) أو الإنفلونزا الموسمية إذا لم يحصل على اللقاح". وكانت السعودية قد اشترطت على المقبلين على الحج في وقت سابق التطعيم باللقاح الجديد المضاد لإنفلونزا الخنازير والإنفلونزا الموسمية، لكنها عادت وألغت هذا الشرط، وكانت دول عربية وإسلامية قد أعلنت أنها ستلغي الحج إذا لم يتوافر لديها المصل المضاد للمرض. وتونس أول بلد عربي وإسلامي يلغي موسم الحج الذي ستبدأ مناسكه يوم 18 نوفمبر المقبل في السعودية، وأعلنت تونس نهاية يوليو الماضي "تعليق عمرة شهر رمضان 1430 هجرية بسبب عدم توفر اللقاح ضد الفيروس المسبب لإنفلونزا الخنازير"، وكانت أول بلد عربي وإسلامي يتخذ مثل هذا الإجراء، ويحج سنويا نحو 9 آلاف تونسي إلى البقاع المقدسة، كما يؤدي كل عام نحو 30 ألف تونسي مناسك العمرة .