نزلاء سعوديون في سجون الأردن، رمتهم أسباب وأفعال إلى خلف القضبان يعيشون أيامهم وسنواتهم وفي أحلامهم العودة إلى أرض الوطن.. إما بالإفراج النهائي أو لقضاء بقية أحكامهم في السجون هنا. أصدقاء السوء وضعف الوازع الديني، كانوا سببا كافيا ليزج بهم خلف القضبان البعيدة، فأحدهم مثلا، خدعه صديقه، ما جعله نزيلا في السجن قرابة 11 عاما، وآخر تورط في جريمة قتل ما جعله حبيسا ل15 عاما. النزلاء في الغربة رووا تجاربهم المريرة وقالوا إنها كفيلة بردعهم وتطهيرهم عما اقترفوه في حق أنفسهم. العقيد أيمن الصمادي مدير سجن سواقة امتدح سلوك النزلاء السعوديين في السجن وأنهم من أكثر الجنسيات التزاما بالأنظمة والتعليمات من بين 1913 نزيلا. وأبان أنه يوجد 22 نزيلا سعوديا أغلب قضاياهم مخدرات، وشخص واحد منهم متهم في جريمة قتل. ويضيف: إن هنالك عزوفا تاما من النزلاء السعوديين عن العمل بالإصلاحية الموجودة مع وجود مراكز ومشاغل حرفية يعمل بها النزلاء بعد خضوعهم لفترة تدريب مدتها ستة أشهر . وأضاف بحسب صحيفة عكاظ : إن السفير السعودي في آخر زيارة طلب مقابلة النزلاء على انفراد واستمع لمشاكلهم وقضاياهم وهم الوحيدون الذين يحصلون على مخصصات كل 6 أشهر من قبل الحكومة السعودية. يروى النزيل الشاب (م.ع) المحكوم عليه ب 7 سنوات ونصف السنة حكايته التي جاءت به إلى السجن، ويقول: إن ذلك حدث على خلفية قضية مخدرات ومضى من محكوميته سنة ونصف السنة. ويضيف: إنه كان ضحية أحد أصدقائه بعد أن قام بتخزين قطع سيارات في منزله في محافظة اربد الأردنية إلا أن الجهات الأمنية الأردنية داهمت منزله وعثرت على 88 ألف حبة كبتاجون مخزنة مع قطع الغيار. صالح مطر الذي دخل الأربعين من عمره، حكم عليه بالسجن 15 عاما على خلفية تورطه في جريمة قتل قبل 8 سنوات. ويرى أنه ظلم في القضية بعد توجيه أصابع الاتهام إليه بمشاركته في قتل عامل من الجنسية الآسيوية. يقول: وجدت هاتفا مرميا على الأرض في منطقة بالعاصمة الأردنيةعمان وأخذته وبعد 3 أيام تبين أنه يعود لشخص مقتول، وأبلغت الجهات الأمنية أنني وجدته وأخذته ولا علاقة لي به، إلا أن القضية سجلت ضدي بالاشتراك مع القاتل الأصلي. كل ذلك رغم أنني بريء من التهمة وأوكلت محاميا للدفاع عني ولم يجد المحامي شاكيا للتفاهم والتصالح معه. أغرب نزيل النزيل الشاب (ه.ر) في العشرين من العمر، طالب جامعي وتم القبض عليه بعد اتهامه بمحاولة تهريب 200 ألف حبة مخدرة على حدود جابر الأردنية السورية وحكم عليه ب 7 سنوات ونصف السنة، ومضى على محكوميته نحو 5 سنوات. يقول: إنه غير نادم على تهريب المخدرات، مشيرا إلى أنه لو خرج من السجن سيقدم على نفس الخطوة في التهريب مجددا. وعن أسباب إصراره على التهريب، يقول السجين: فيها ربح فوري وظروف الحياة صعبة، معتبرا أن الحكم ب7 سنوات فيه إجحاف بحقه. النزيل (ع.ع) تم ضبطه في الحدود الأردنية بعد محاولته تهريب كمية من المخدرات وحكم عليه بالسجن 7 سنوات ونصف السنة. يقول: إنه وقع ضحية رجل سوري الجنسية أوهمه أن الحبوب التي معه ما هي إلا منشطات وتورط في شراء كمية كبيرة في منطقة الأزرق إلا أن الجهات الأمنية الأردنية ضبطته على الحدود واكتشف بعد فوات الأوان أن ما معه من حبوب هي مخدرة محظورة ويأمل النزيل من الجهات المختصة حل إشكاليته سريعا. السجين الشاب (ع.ع) تم ضبطه في قضية مخدرات على حدود جابر وصدر بحقه حكم بالسجن 7 سنوات ونصف السنة، قضى منها 4 سنوات، يمتدح دور سفير خادم الحرمين الشريفين في الأردن الدكتور سامي الصالح الذي يزورهم باستمرار ويستمع لمطالبهم ومعاناتهم. مشيرا إلى أن السفير تمكن من حل كثير من الإشكاليات التي يعاني منها السجناء، ويأمل في نقله وزملائه إلى السجون السعودية لاستكمال عقوبتهم وسط أهلهم وذويهم. وذات الرأي للسجين (م.ش) الذي تم ضبطه ب 11 ألف حبة كبتاجون ومعه (ع.ع) المسجون بنفس القضية منذ سبع سنوات ونصف و(خ.ع) المحكوم بتهريب 200 ألف حبة كبتاجون، و (أ.أ) المسجون منذ 2009. عن نقل السجناء السعوديين في الأردن لبلادهم لإكمال محكوميتهم في أرض الوطن، يقول سفير خادم الحرمين الشريفين في الأردن الدكتور سامي الصالح، «هنالك موافقة، أنا زرت سجن سواقة وهو أكبر سجن يتواجد به سعوديون يبلغ عددهم ما يقارب ال22 سجينا، وجلست معهم واستمعت لمطالبهم وشكاويهم، ولله الحمد استطعنا أن نحل جزءا كبيرا منها، والسلطات الأردنية تقدم لهم أرقى وأفضل الخدمات والتعامل المثالي معهم. وتبقت إجراءات إدارية لنقلهم، وقريبا جدا ستتم إعادتهم بعد موافقة الجهات المختصة في البلدين.