ودع محمد بشير 28 ربيع الدنيا «أعذب الأخلاق» كما يطلق عليه زملائه المقربين منه، صاحب الابتسامة والأعمال التطوعية وقائد كشافة .لم يدركوا أن رسالة حملت معنى الرحمة أرسلت لهم هي آخر رسالة يتلقوها عبر مواقع التواصل الأجتماعي «الوات ساب» مقطع فيديو حملت معاني الرحمة بين المخلوقات ليغرد «محمد» لزملائه برسالة تحدث فيها عن «رحمة المخلوقات مع بعضها وتحجر بعض قلوب البشر» ووفقا لصحيفة المدينة قال رفيق دربه منذ 15 عاما هشام زين وهو يقاوم دمعة تحدرت من عينيه، ويقول: كنت على تواصل معه باستمرار يتواصل مع الجميع وكان دائما متواصلا معي وآخر اتصال به قبل الحادث بيوم واجتمعنا وصلينا مع بعض في المسجد النبوي الشريف .كانت ابتسامته لا تفارقه أبدا، حريص على الصلاة وبار بوالدته وهو المعيل لأسرته لقد فقدنا «أعذب الأخلاق»، وقال هشام: إن محمد يرحمه الله أبلغني قبل الحادثة بأسبوع بأنه متخوف من صيانة خزان الغاز في الحرس بسبب قطع الصيانة وجودتها الرديئة . وأشار هشام بأن محمد يرحمه الله يدرس في مصر و يعمل في الشركة مؤقت. وأضاف بأن محمد يرحمه الله محب للخير وآخر عمل خيري هو العمل على السقيا في المسجد النبوي الشريف لسقيا الزوار وقد سعى لتوظيف 40 شابا للعمل التطوعي في شهر رمضان. كانت رسالته الأخيرة قبل وفاته عبر التواصل الاجتماعي الواتساب عندما أرسل مقطع فيديو لم يكتمل تحميله لدقائق ليصل المقطع بعد ذلك يعلق بكلمة «أخيرًاًً» والفيديو الذي يحمل معاني كثيرة وهو عن الرحمة بين المخلوقات . ليعلق يرحمه الله بكلمة أثرت بنا أنا وزملائي بكلمات تجردت بعض قلوب البشر عن الرحمة حينما علق يرحمة الله، قائلا: «رحمة المخلوقات مع بعضها وتحجر بعض قلوب البشر. وهو ما شعر به محمد يرحمه الله عندما أرسل مقطع الفيديو الذي يحاكي أن مخلوق ينظر لسمك وهو يلفظ أنفاسة الأخيرة ويعرف مدى حاجته للماء فيحاول أحد الحيوانات نثر الماء عليه لإسعافه وإنقاذه من الموت. وأكمل حديثه هشام عندما رأيت جثته محمد يرحمه الله هامدة أمام واجهة المبنى في مستشفى الحرس عندما كان ملقى على الأرض منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثانية والنصف . وهو ما يؤكد مشاعر من رحل بأن هناك قلوبا من البشر قد تحجرت بتركه على الأرض ملقاه لساعات طويلة دون اتخاذ أي إجراء حياله وأشار أنه قبل الحادثة بيومين كنا في احدى الاستراحات مع زملائنا وعندما حان وقت الصلاة كان الماء منقطعا عن الاستراحة للوضوء ليبادر هو بالخروج وجلب الماء لنا للوضوء والصلاة وكان حريصا جدا بأن تكون الصلاة بوقتها . ولم تقتصر على ذلك بل كانت ابتسامته لا تفارقه أبدا مع الكبير والصغير، وقال هشام: في أحد المرات تغيبت عن حضور حفل زواج أحد أصدقائنا فأتصل بي محمد يرحمه الله معاتبًا عن عدم حضوري لزواج فهو حريص جدا بالتواصل مع الجميع. وقال رئيس قسم النشاطات والهيئات الشبابية برعاية الشباب بالمدينة عبدالعزيز السناني: إن محمد بشير يرحمه الله كان من خيرة الشباب ومنذ 10 سنوات وهو يعمل في الكشافة وأداءه للعمل وتفانيه ومهما تحدثت عنه لن أوفي هذا الشاب الخلوق الذي لا تفارق ابتسامته مع الجميع وكان متواصلا معي عبر الجوال وأشار السناني أن محمد يرحمه الله أحد الشباب الذي يقدم طابور العرض في الكشافة بتميز، وقال السناني: بعد ذلك انقطع عن الكشافة لتكملة دراسته في مصر وبعد ذلك استقطبناه لتنفيذ عدة برامج لدى الرعاية وأضاف السناني لقد فقدنا أخ متفان محب للعمل التطوعي فقد كان يرحمه الله متعاونا مع جمعية هدية الحاج والمعتمر في توزيع ماء السقيا بالمسجد النبوي وكان تواصله معي مستمرا وآخر رسالة له عبر جوالي لمقطع فيديو يتحدث عن رحمة قلوب المخلوقات مع بعضها وتحجر قلوب بعض البشر . وبين السناني بأن محمد يرحمه الله كان حريصا على الصلاة وكان يحث الجميع على أداءها وكان من أحد فرق الاسكيت وتقديم عدة برامج مع رعاية الشباب. وقال السناني: آخر لقائي به كان في 8 شوال عندما اجتمعنا لترتيب برنامج خدمة زوار المسجد النبوي الذي سوف تنفذه الرئاسة العامة لرعاية الشباب على مستوى المملكة في شهر ذو القعدة ولكن القدر قد سبقه لعمل الخير.