سجَّل ثلاثة من الشبان موقفاً بطولياً وإنسانياً بعد أن نجحوا مع آخرين في إنقاذ حياة عائلة - بعد قدرة المولى عز وجل- بعدما كادت مركبتهم تغرق في السيل قبل أن يغمرها، فيما قابلت العائلة ذلك الموقف بالشكر والعرفان وإقامة وجبة عشاء خاصة للشبان الثلاثة. وقعت الحادثة يوم السبت الماضي بعد هطول الأمطار الغزيرة على محافظة الطائف، وخصوصاً على منطقة سيسد التي تحتضن المنتزه الوطني بالطائف؛ إذ تلاقفت قوة السيل الناتج من الأمطار الغزيرة مركبة من نوع "جيمس يوكن" سوداء اللون، حاول قائدها تجاوز السيول بعد أن غامر في موقع مقارب ونجا، لكنه عند انتصاف الوادي احتجزته السيول، وبدأت تحرك المركبة وتدور بها. وكانت "الجيمس" تُقِلُّ عائلة مكونة من "الأب ووالدته المسنة مع اثنين من الأبناء (13 و8 سنوات) وطفلة صغيرة لم تتجاوز العامين، إضافة لسائقهم. وبدأت أصوات استغاثتهم ترتفع، وأوشكت مياه السيول أن تغمر المركبة، لولا لطف الله ثم وجود ثلاثة من الشبان الأبطال الذين شهدوا الحالة، هم خالد سعد القرني الموظف بالحرس الملكي، ابن عمه محمد علي القرني الطالب بكلية الطب بجامعة الطائف وشقيقه عبدالعزيز علي القرني، الذين هبوا لإنقاذ العائلة، وكان أولهم "خالد" الذي أمسك بحبل كان موصولاً بأيدي رفيقَيه، وتقدم عبر السيل مشياً وصولاً للجيمس، واعتلى سقفها، وسحب الطفلة الصغرى وعاد بها لرفيقيه. وفي المرة الثانية ربط "خالد" خصره بالحبل، وعاد للمركبة بعد أن سقط في السيل، لكن بحمد الله نجا منه، وسحب الطفل الصغير البالغ من العمر ثماني سنوات، وعاد به لرفيقيه. وواجه "خالد" صعوبة في نقل المرأة المسنة والابن الأكبر؛ كونهما ثقيلي الوزن، وطلبت المسنة إبلاغ الدفاع المدني، وبقي معهم بالمركبة لحين أن هدأ السيل. إثر ذلك حضر مجموعة من الشبان المتعاونين، وكذلك مركبة من نوع "جيب شاص"، وتم ربط "الجيمس" التي كادت تنغمر بالسيل، وسحبها لبر الأمان؛ ونجت العائلة بقدرة الله سبحانه، ثم بشهامة الأبطال الذين تعاونوا على إنقاذهم. العائلة ابتهجت بتلك الشجاعة، وقابلتها بدعوة الشبان الثلاثة على وجبة عشاء فاخرة في اليوم نفسه تقديراً منهم وعرفاناً لما قاموا به من دور بطولي وإنساني في إنقاذهم. وقد قَبِل الشبان الدعوة. وفق "سبق".