انتقد أولياء أمور طلاب وطالبات قراراً أصدرته وزارة التربية والتعليم أخيراً، اعتمد تعدد الفسح في اليوم الدراسي، وأشاروا إلى أن الجوانب السلبية من القرار تظهر خلال فصل الصيف، إذ ترتفع درجة الحرارة ويصاحبها ارتفاع نسب الرطوبة. ووصفوا فصول المدارس خلال هذه الفترة ب «الفرن». وذكروا أن عدداً من المدارس أجبرت طالباتها على قضاء أوقات الفسحة في الساحات الخارجية ، بحجة «المحافظة على نظافة المدرسة». فيما ذكرت إدارة التربية والتعليم في الشرقية آنها تحقق في الموضوع. وقالت والدة إحدى الطالبات : «إن قرار الفسح المتعددة الذي أقرّ أخيراً تحوّل إلى مصدر معاناة للطالبات، وبخاصة حين تتعامل إدارات المدارس مع الطالبات بكل قسوة، وتفرض نظاماً صارماً، بحرمانهن من قضاء وقت الفسحة في الصالة الداخلية المغلقة، وإجبارهن على الخروج للساحة الخارجية، تحت لهيب أشعة الشمس الحارقة، لافتة إلى أن ذلك «يتكرر أكثر من مرة في اليوم الدراسي، من دون مراعاة حالات الطالبات الصحية، والتفاوت بينهن في تحمل درجة الحرارة». وأضافت أم الطالبة :»إن الوضع مأسوي، وبخاصة أن معلمات المدرسة وإدارياتها يتنعمن ببرودة التكييف المركزي». وذكرت أنه «حتى عملية البيع والشراء تتم في هذه الأجواء، بعد أن أُغلِقت النافذة الداخلية للمقصف، واقتصرت الإدارة على تفعيل النافذة الخارجية والبيع للطالبات منها». وما يفاقم المشكلة أن «تكييف بعض الأقسام فيه عطل منذ فترة طويلة». و وفق "الحياة" أكدت أن «الأمهات سبق أن شرحن معاناة الطالبات للإدارة ولم يتغير شيء»، مضيفة أن «وضع المدرسة ليس جديداً، بل تواصل على مدار أعوام بحجة المحافظة على نظافة المدرسة. علماً بأن المبنى شيدته «أرامكو السعودية»، التي وفرت للطالبات أفضل بيئة تربوية وتعليمية». بدورها، أوضحت أخصائية أمراض الجلدية أن «الوقوف تحت أشعة الشمس مباشرة بين العاشرة صباحاً إلى الرابعة عصراً مُضرّ جداً، وبخاصة للأطفال». وقالت ل «الحياة»: «علينا إبقاء الأطفال في الظل، وإبعادهم عن أشعة الشمس المباشرة، فالكثير يُعاني من آلام غير مُحددة، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي المتكررة صيفاً وشتاءً، التي غالباً ما تنتج من تعرض الجسم المفاجئ لفرق شديد بين الحرارة المرتفعة والجو البارد، وبخاصة شديد البرودة في الأماكن المغلقة المُكيفة». ونصحت بتجنب البقاء تحت أشعة الشمس «لتجنب اسمرار البشرة، أو الإصابة بحروق في الجلد، وظهور البقع والبثور على الجلد أو تقشيره، الذي قد يتسبب في الشيخوخة المبكرة والتجاعيد، إضافة إلى نقص مناعة البشرة ونمو أسرع لسرطان الجلد». وأضافت أن «التعرض لأشعة الشمس اليوم أكثر خطورة مما كان عليه منذ بضعة أعوام، نتيجة الانخفاض في كثافة طبقة الأوزون التي تلف الغلاف الجوي للأرض، وتعمل كمصفاة واقية تحمي الإنسان من ضرر الأشعة ما فوق البنفسجية»، داعية المدارس إلى «عدم إهمال وسائل التظليل من خلال الأشجار أو المظلات، التي توفر حماية تامة من أشعة الشمس، إذا لم تتوافر ساحات داخلية مغلقة». وحول إجبار الطالبات على قضاء الفسحة في الساحات الخارجية، أكّد المتحدث باسم إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد في تصريح إلى «الحياة»، أنه سيتم «التحقق من الموضوع، وفي حال ثبوت ذلك سيتم اتخاذ الإجراء النظامي في مثل هذه الحال، بالتنسيق مع الشركة أو الإدارة المختصة»