رصد مركز باحثات لدراسات المرأة من خلال دراسة ميدانية، أثر الإعلام على المرأة السعودية، والتي أظهرت أن 50% من النساء محل الدراسة يعتقدن أن الإعلام قلل من شأن بعض النواحي التربوية والدينية مثل عقوق الوالدين. كما رأت 55% من النساء المشاركات في الدراسة أن الإعلام يعمل على إقصاء العادات والتقاليد، أما في الجانب الاقتصادي للأسرة رأت 49% أن الإعلام يؤثر على مستوى الاستهلاك الأسري وينمي شخصية المرأة المستهلكة والتي تبرز من خلال صورة الأسرة السعودية الباذخة في الإعلام. وأوضحت الدراسة التي استهدفت الأكاديميات وقيادات المؤسسات المجتمعي وفتيات من المرحلة الجامعية، وعُرضت في برنامج وارفة يوم الأحد الماضي، أن الإعلام وجه المرأة لقضايا لا تعد الأهم لها كالقوامة وتهميش معايير العفة والفضيلة، كما أنه قلل وأغفل مساحة القضايا الهامة للمرأة كالبطالة بين الفتيات المؤهلات والفقر والعنوسة وهروب الفتيات، ولم يسهم في معرفة المرأة بتكوين حياتها المعرفية مثل الأمومة والعمل المتقن وغيرها. وأوصت الدراسة التي تركزت محاورها على "أثر الإعلام على المرأة من الناحية الاجتماعية والتربوية والفكرية والأخلاقية والاقتصادية" بعدة أمور، أهمها "ترك مساحة كافة للمرأة للتعبير عن نفسها وقضاياها وتوجهاتها، وأهمية زيادة البرامج والمواد الإعلامية من ثقافية ودينية تهم المرأة، والتوسع في برامج الحوارات والمناقشات، وطرح النماذج النسائية الناجحة في الإعلام". وخلصت إلى أن "أكثر القضايا المطروحة إعلامياً للمرأة هي القضايا الدينية الخلافية، وافتقدت وسائل الإعلام لتقديم الحلول لكثير من مشكلات المرأة، وكذلك فجوة بين الإعلام واهتمامات المرأة الحقيقية". وفيما يتعلق بردود الفعل على الدراسة، قال المستشار الإعلامي ورئيس تحرير برنامج وارفة؛ عبدالعزيز السويلم: "لم يكن الإعلام صوتا أمينا ﻹيصال القضايا الحقيقية للمرأة بل مارس التزييف وقلب الحقيقة والسير في تيار معاكس لها"، بينما علقت عفاف الحقيل؛ رئيسة القسم النسائي بمركز سعداء للتنمية الأسرية، قائلة: "عندما يتجاهل الإعلام هموم المرأة ويصور قضيتها في قيادة سيارة ومحاربة المحرم والولي فإنه يصبح مسخا ممجوجا.. فالإعلام الخارجي يستهدف ديننا وقيمنا من خلال محاولة إفساد المرأة.. والإعلام المحلي مستلب ومخترق وطرحه تغريبي". فيما أوضحت الكاتبة إيمان العقيل، أن "اهتمام الإعلام الموجه للمرأة بالموضة والطعام والأثاث والأسرة همش دورها في تنمية مجتمعها". كما أبانت وفاء بنت صالح، أن "الإعلام ساهم في إيجاد صراع قوي بين المرأة والثوابت والتغريب وإذابة شخصية المرأة السعودية المعتزة"، وذكرت أحلام حمد "جعلوا حماية الرجل لها كبت للحرية وحكراً وقيامها بدورها في التربية وإدارة المنزل عاطلة وتنتظر منّة زوجها.. صوّروا لها أن الإيمان في القلب وأما الجوارح متحررة من ذلك الإيمان، وأن الغربي مخلص والشرقي خائن وأن الحياة حب"، بينما قالت منار بنت إبراهيم "يجلون المرأة المتميزة في مجال بشرط أن تكون متبرجة، فإذا غطت وجهها تجاهلوها وكأنما التميز في التبرج". http://www.youtube.com/watch?v=KmYehwMo8r0