كشفت نتائج دراسة أجرتها طالبة درجة الدكتوراه في الكيمياء " اللاعضوية - تحليلية " إيمان بنت عبدالرحمن آل منير عسيري، لتقدير بعض " الأيونات " في مياه الشرب المعبأة محلياً والمستوردة، عن عدم صلاحية البعض منها للشرب. وأوصت الدراسة التي تناولت موضوع " دراسات على المبادلات الأيونية للكروماتوغرافيا الأيونية وتطبيقاتها" ، أن معدلات " الأيونيات " في مياه الشرب المعبأة محلياً والمستوردة،تجاوزت الحدود المسموح بها وفق أنظمة ( WHO ) و ( SASO ) و ( USEPA ) . ودعت الباحثة عسيري إلى تفعيل دور مراكز أبحاث المياه، ومنحها صلاحيات لحماية المستهلك، بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية، مثل: وزارة الصحة، ووزارة التجارة، ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة الشؤون البلدية والقروية . واختارت الباحثة " تخصصها العام كيمياء لا عضوية، وتخصصها الدقيق الكيمياء التحليلية "، موضوع دراستها بعد أن وجدت أن موضوع جودة المياه الصالحة للشرب استحوذ في السنوات الأخيرة على اهتمام الرأي العام، إضافة إلى ارتفاع الطلب على المياه الصالحة للشرب . وأكدت الباحثة عسيري أن وجود بعض العينات من مياه الشرب المعبأة محليًا والمستوردة غير صالحة للشرب لا يعني بالضرورة تقاعس بعض الجهات المعنية في أداء عملها، أو جشع بعض التجار، لافتة إلى وجود أسباب متعددة لذلك، ابتداءً من مصدر المياه المعبأة، مروراً بآليات التنقية، وطريقة التعبئة، وإعادة التعبئة في المصانع، وانتهاءً بسوء التخزين والتعرض لأشعة الشمس في عبوات بلاستيكية لفترات طويلة . وقالت الباحثة التي تعمل عضواً في هيئة تعليمية بكلية التربية للبنات " الأقسام العلمية " بجامعة طيبة في المدينةالمنورة : إن اهتمام الباحثين تركز على إيجاد أصناف صلبة عديمة الذوبان في الماء مقاومة للذائبية لاستخدامها كأصناف ثابتة ( Solid Stationary phase ) . وبناءً على ذلك استهدفت الرسالة تحضير العديد من المبادلات الأيونية منخفضة السعة التبادلية ل «الكروماتوغرافيا الأيونية»، باستخدام عديد " كلوريد الفينيل " ( PVC ) كدعامة أساسية تتشابك عرضياً مع مواد مختلفة، ودرس إمكان استخدام الطرق الاستاتيكية والديناميكية في تقدير العديد من الأيونات المختلفة في مياه الشرب المعبأة محلياً، وكذلك المستوردة، وفصل واستخلاص بقايا العديد من أيونيات العناصر السامة الموجودة في مياه الشرب المحلاة، وفي مياه الصرف الصناعي، آملين في الوصول إلى درجة نقاوة مقبولة، وفي المدى المسموح لمياه الصرف». وأشارت الباحثة عسيري إلى أن موضوع البحث تأتي أهميته من الناحية المهنية للوصول إلى أحد أنواع المبادلات الأيونية ذات الاستخدامات الواسعة «تنقية وتقدير أيونات المياه المختلفة»، بكلفة اقتصادية أقل . وأوضحت أن الدراسة تضمنت أهدافاً عدة تم تحقيقها، وهي إجراء دراسة تطبيقية على مياه الشرب المعبأة لمعرفة إلى أي مدى يمكن الاطمئنان عليها لحماية صحة المستهلك، باعتبار أن الماء هو أساس الحياة . كما هدفت الدراسة إلى تنقية المياه العذبة ومياه الصرف الصناعي من بعض الملوثات غير العضوية، ك «البزموث الثلاثي»، و " الكادميوم "، و «الزئبق الثنائي»، وهي ملوثات خصائص سمية تراكمية إذا دخلت جسم الكائن الحي . وأكدت الباحثة عسيري أن الفائدة التي ستعود على المجتمع من بحثها " ستظهر عبر غيرها من البحوث الأخرى، إن تضافرت معها الجهات المعنية لتطوير آليات أو توجيه جهات معنية أو تنوير أفراد المجتمع " .