إن الراصدين لأطوار القمر سيتمكنون يوم غد الخميس – بأمر الله - من رؤية تفاصيل تضاريس متنوعة لسطح القمر بوضوح من خلال التلسكوبات والمناظير. وبيَّن رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة، أن قمر رمضان سيصل إلى مرحلة التربيع الأول عند الساعة 11:56 صباحاً بتوقيت مكة المكرّمة، وعقب غروب الشمس يكون موجوداً في السماء مائلاً باتجاه الأفق الجنوبي، وسيظل مشاهداً إلى أن يغرب عند حوالي منتصف الليل، وأفضل منطقة للمراقبة هي الخط الفاصل، وهو الخط بين النصف المضاء بأشعة الشمس والنصف المظلم؛ لأن المنطقة المعنية تسهل فيها رؤية التفاصيل كون الظلال طويلة جداً وواضحة، والخط الفاصل ليس مستقيماً لأنه يمر فوق الجبال وفوهات براكين القمر، أما عندما يكون القمر في طور البدر فهو أسوأ وقت لدراسة القمر؛ لأن وجهه كله في الشمس وتكون الظلال قصيرة جداً وتفاصيل السطح تبدو مسطحة. وأشار أبو زاهرة إلى إمكانية مشاهدة تضاريس القمر بوضوح من خلال تلسكوب صغير، وكلما زادت قوة التكبير، زادت الأشياء التي نراها كسلاسل من الفوهات الصغيرة وانخفاضات كبيرة يتجاوز قطرها 150 ميلاً وبعضها يصل إلى 1000 ميل، أيضا السهول المسطحة الواسعة، إضافة إلى هذه التضاريس الرئيسة هناك أيضا الأودية والنتوءات والصدوع. وتابع رئيس الجمعية: "سيُلاحظ أن القمر يتكون من مساحات داكنة كان القدماء يعتقدون أنها بحار ومحيطات، لكنها في الواقع مناطق مسطحة مظلمة وصخور بركانية بعضها مستديرة والأخرى عشوائية". وسيشمل التربيع الأول على قواعد هبوط رحلات أبوللو وتحديداً قاعدة "أبوللو 11" في منطقة بحر السكون، وقاعدة "أبوللو 15" في منطقة جبال الابنين، وقاعدة "أبوللو 16" في منطقة شرق فوهة البتاني، و"أبوللو 17" في منطقة شمال بحر السكون، وجُل هذه المعدات لا يمكن رصدها من على سطح الأرض، حتى مع استخدام أقوى التلسكوبات، فمثلاً العلم الأمريكي فطوله 125 سم (4 أقدام)، ولكي نشاهده نحتاج إلى تلسكوب يبلغ قطره 200 متر. علما بأن أكبر تلسكوب موجود لا يتجاوز قطره 11.9 متر، فيما تلسكوب هابل يبلغ 2.4 متر فقط. أما بالنسبة للمسابير والمركبات القمرية التي يبلغ طولها 3.1 متر فهناك حاجة لتلسكوب يبلغ قطره 75 متراً، لذلك فإن تلسكوبات 6 ، 8 أو 10 بوصات التي يستخدمها كثير من الفلكيين ليست كافية.