تفاجأ عدد من مديري المدارس بمحافظة الخرج وبعد مضي فصل دراسي كامل من تأخر رواتب العمالة المدرسية او ما يعرف بعمال النظافة بالمدارس ، حيث انه ومن تاريخ 12/ شوال وبعد مضي أربعة أشهر لم يصرف أي مبلغ للمدارس ، والعمال يطالبون برواتبهم والتي تزيد يوما بعد يوم ، وإدارات المدارس تدفع لهم من باب أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه . الأمر الذي دعا الكثير من مديري المدارس الاتصال بإدارة التعليم سواء على مستوى مدير التربية والتعليم الأستاذ سعود بن ناصر العثمان الذي أبدى لهم عدم رضاه عن الوضع وانه متواصل مع الوزارة بهذا الشأن وبدون أي فائدة في إنهاء الوضع ، أو على مستوى اقل فقد ذكر احد مديري الإدارات بإدارة التعليم - تحتفظ الخرج اليوم باسمه - متفاعلا مع الوضع لأحد مديري المدارس قائلا : "أنت مدير مدرسة وحل الموضوع من عندك ، ودبرها" . ومن باب توضيح أكثر للظاهرة فموضوع عمال النظافة في المدارس هو أن تتكفل الوزارة وممثلتها إدارة التربية والتعليم في المناطق والمحافظات بتوفير عمالة تقوم بالنظافة للمدارس بحسب حجم المدرسة وعدد طلابها عن كل 200 طالب عامل واحد وهكذا ، وكانت المدارس في السابق ترسل تقارير نظافة نهاية كل شهر وترسل الإدارة شيك بالرواتب وتصرف للعمال عن طريق مديري المدارس . لكن الوضع المعمول به حاليا أن مديري المدارس يبحثون عن مؤسسات نظافة ويتعاقدون معهم ليس لتوفير العمالة بل للتوقيع في ورقة العقد وختمها بختم المؤسسة أنها قد وفرت العمالة وقامت بالعمل على أتم وجه ، ويوقع شهادة نظافة على انجاز العمل ، وترفع للإدارة صورة من العقد موقع الطرفين وشهادات الانجاز لصرف الرواتب ويأخذ صاحب المؤسسة نسبة 10٪ من الرواتب على الختم فقط والباقي للعامل ، مع ما يصاحبه من قلة شركات النظافة بالخرج ، وجشع البعض منهم ، ومع المخالفة الصريحة في التستر على العمالة التي ليست على كفالة إدارة التربية والتعليم . وقد تواصلت الخرج اليوم مع العديد من مديري المدارس لبث معاناتهم عبر الصحيفة : - ذكر مدير ابتدائية مستأجرة ( انه عند التقصير من العمالة في عمله بالمدرسة فإننا لا نستطيع محاسبتهم خوفا من تركهم العمل خاصة انه يصعب البحث عنهم ولا نجدهم إلا بتوصيات والبحث المضني بين الاستراحات وسكن العمال ) - وذكر مدير ابتدائية خدمته 30 عاما ( أني طردت العامل لعدم إجادته للعمل وتقصيره ، وجلست قرابة أسبوع بدون عامل وأصبحت المدرسة زبالة وشهد على ذلك احد المشرفين وقال أنها مشكلة كبيرة هؤلاء العمال) - فيما أوضح مدير آخر في جنوبالمدينة (أصعب ما في الموضوع البحث وعدم الحصول على العمالة ، وقد استمريت شهر في الموقف المخصص لعمالة عن مدرسة ثمامة ، كل يوم عاملين اثنين ، والعامل راتبه أكثر من 1200 وليس على كفالتنا ، بل وصل به الحال إلى بعض الإشكاليات بين الزملاء مديري المدارس انه يرغب في زيادة راتبه مقابل انتقاله لمدرسته كما ينتقل اللاعبين ولو زوده راح) - وفي إشكالية أخرى ذكر مدير مدرسة حكومية كبيرة فيها أربعة عمال (نعاني من خصم الإجازات من الإدارة رغم أن العمال يحسبونها في الإجازات ونصف الفصل ويقول ما دمت عندك أنت ملزم براتبي واستمراري فلو كان على كفالة المدرسة أو الإدارة لما فكر في ذلك) - وأوضح عن أخلاقيات العمالة مدير مدرسة مستأجرة (عانينا من العمال ومن تعاملهم مع الطلاب ، ونخاف على طلابنا منهم ، ونضع أيدينا على قلوبنا خوفا من أن يأتوا بالعيد ، وعندنا العامل قام بسرقة مسجلات وجوالات بعض المعلمين وجوال المدرسة ولم نستطع إلا أن نقول له مع السلامة) - وأضاف احد المديرين المخضرمين : (هؤلاء العمال يذلوننا ونقدرهم أكثر من المعلمين ، رواتبهم عالية وكل شهر يهددنا بالرحيل ، وهناك مزايدات بين المدارس ونستغرب إننا اكبر وزارة لها اكبر ميزانية ومع ذلك لم نرى شي ، في السابق العذر كانت من الناحية المادية والآن ولله الحمد ، في عهد ملك القلوب نصرف على المدارس من جيوبنا وأنا أطالب المدرسة بما يقارب 30 ألف ريال ) - وطالب غير واحد مدير التعليم بالاجتماع مع المديرين لتوضيح الامر والاستماع لهم وأين الميزانية التشغيلية التي ازعجتونا فيها وتأملنا فيها الكثير لكنها وأدت في مهدها) والخرج اليوم بدورها تعرض الموضوع لكي تطلع الجميع على الوضع لكي لا يستغرب قلة تنفيذ الأنشطة والبرامج والاحتفالات والمناسبات في المدرسة فلم يعد هناك شيء في الميزانيات يصرف على المدرسة ، وبانتظار الفرج من الله أولا ثم من المسئولين عن ذلك . (ك)