نظمت إدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة الخرج اللقاء الثاني من لقاءات الوسطية والأمن الفكري والتي استضافت فيها الشيخ الدكتور أحمد بن محمد المنيعي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام ، الذي تحدث مع خطباء الخرج بكل صدق وشفافية عن خطر الإرهاب والغلو والانحرافات الفكرية. بدأ اللقاء بالقرآن الكريم ، تبعه كلمة لمدير الأوقاف والمساجد بمحافظة الخرج الشيخ محمد بن عبدالرحمن الداعج الذي بين فيها أهمية عقد مثل هذه اللقاءات لتدارس مثل هذه الموضوعات ، شاكراً لمقام وزارة الشؤون الإسلامية على مبادرتها ، وشاكراً للفضلاء خطباء الخرج على حضورهم ، ومرحباً بمحاضر هذا اللقاء الشيخ أحمد المنيعي ، الذي استهل حديثه بحمد الله وشكره على تعدد نعم الله على هذه البلاد كنعمة التوحيد ونعمة سلامة منهج ولي الأمر ، ونعمة التعليم الخالي من البدع ، ونعمة أن تكون الفتوى بيد علماء السنة الموثوقين ، ونعمة تولي الأخيار القضاء والحسبة والشؤون الإسلامية وغيرها ممن يطمئن المسلم لمنهجهم . ثم أبان فضيلته أن منزلة الخطيب هي بمثابة أن ورث عن النبي صلى الله عليه وسلم مهمة الخطابة وإبلاغ الناس الحق ، وأنه نائب عن ولي الأمر في هذا المقام العظيم ، وأن عليه أن يكون منميّا للخير محذراً من الشر ، باذلاً جهده للتفقه في الدين ليعبد الله على بصيرة أولاً وحتى يكون مؤهلاً لما يبلغه الناس ، مميزاً خير الخيرين وشر الشرين . ثم تناول فضيلته بعض الأساليب المقترحة لمحاربة الأفكار الضالة من على منبر الجمعة كأن تورد الشبة بالإجمال ثم يقوم الرد عليها بالتفصيل ، محذراً من إيراد الشبة بالتفصيل حتى لا تعلق بها نفوس من عنده ضعف علم شرعي ، وحث أن يذكّر الخطيب الناس بالنعم والحسنات لدى البلاد ولولي الأمر خشية أن إذا سمع أحد عن مثلب لديهم إذا به يوزان بين الأمور ويرى الحسنات الكثيرة مقابل هذه المثالب الصغيرة . ورأى فضيلته أنه إذا سمع الناس قدوتهم وخطيبهم يثني على ولي الأمر ويدعو له ديانة ، فلاشك في عظم أثره على الإجتماع والإلتفاف ، ورسالة لنبذ الفرقة والإختلاف ، منوهاً على أن الدعاء لولي الأمر بالصلاح والتوفيق والإعانة هو طريق عظيم لصلاح المجتمع الذي يسعى الخطيب للمساهمة بصلاحه . وفي معرض حديثه عن واجبات الخطيب ، شدد فضيلته على أن يكون منهج الخطيب في خطبه إيضاح السنة والطريقة التي كان عليها صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، وأن عليه تبيين الأولويات في الدين ، فلا يصح أن يحث على صلة الرحم مثلاً وهو مقصر في الحث على بر الوالدين ، ولايصح أن يتحدث كثيراً بأمور البلدان الأخرى ، والناس لم يتفقهوا بعد في أمور عباداتهم ، حاثاً الخطباء على الاهتمام بتفقيه الناس وتذكيرهم لأحكام المناسبات كالشتاء والصيام ونحو ذلك ، مشدداً فضيلته على أن من الأولويات أن يحذر الخطيب من الخطر المحدق بيننا ، وذلك بأن يجلي منهج الخوارج الفاسد ، متناولاً للموضوع بكل موضوعية وصدق ، ومبيناً على أن قبل جهاد الكفار جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد المعاصي في المجتمع بالأسلوب الحسن ، وأن على الخطيب أن يبين للناس أن عليهم العلم ثم العمل ثم الدعوة إليه والصبر على الأذى فيه ، وأنهم إذا تخطوا مرحلة من المراحل أو تساهلوا فيها فسيكون له من الخلل ما الله به عليم . وختم فضيلته بأن من واجب الخطيب التحصين من الشر قبل وقوعه ، وكذلك مكافحة الشر أثناء وجوده ، وعلاج الشر حال استشراءه ، ومن لوازم التحصين وخصوصاً لدى الشباب الجلوس معهم والاستماع منهم وعدم تقريعهم على ما يبدونه من أفكار مبتغين من ذلك النصح والتوضيح ، وأن عليهم الجلوس حتى مع من عنده عزلة فكرية وعدم اختلاط مع الناس ، فقد يكون صاحب إطلاع واسع من خلال كتابات الإنترنت . ثم ختم فضيلته اللقاء بإجابته على تساؤلات الخطباء ، الذين صدروا كلامهم بشكره على محاضرته القيمة .