في لقاء اتسم بالشفافية مع عمق الفائدة ، اجتمع مساء الثلاثاء 19 /10 خطباء الخرج والدلم وضواحيهما في أمسية جميلة ارتكز فيها الحديث عن سبل الوصول للوسطية والأمن الفكري من خلال خطب الجمعة . وقد افتتحت ملفات متفرعة من هذا الموضوع والتي أجاد فيها وأفاد فضيلة الشيخ الدكتور فهد بن سليمان الفهيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام ، الذي كان الضيف الرئيس للحديث وللإجابة عن أسئلة الخطباء . بداية اللقاء كان بالقرآن الكريم وتلا ذلك كلمة فضيلة مدير الأوقاف والمساجد الشيخ محمد بن عبدالعزيز الداعج التي أشاد فيها بمثل هذا اللقاء شاكرا لولاة الأمر على اهتمامهم بالخطباء وشؤونهم ولكل مايقومون به من خدمة الإسلام ، ولوزارة الشؤون الإسلامية التي تولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً لما لخطبة الجمعة من أهمية بالغة في التأثير في الناس . وامتد شكره لمحافظ الخرج صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر ولإدارة التربية والتعليم بالخرج على استضافة الخطباء في قاعة الإدارة ، ولمعاشر خطباء الخرج والدلم الذين هم على قدر المسؤولية ، والذين توجو ذلك بحضورهم لهذا اللقاء ، شعوراً منهم بأهمية هذا الموضوع وطرقه على مسامع الناس . بعد ذلك تحدث مدير اللقاء الشيخ علي الدسيماني بمقدمة عن فكرة هذا اللقاء ولماذا يقام ؟ وعن آلية استقبال الأسئلة والمداخلات . ثم عرّف ورحب بفضيلة الدكتور فهد بن سليمان الفهيد الذي ابتدأ حديثه بشكر الله على توفيقه وتيسيره هذا اللقاء ثم شكر فضيلته وزارة الشؤون الإسلامية ممتدا شكره لإدارة أوقاف الخرج على حسن تنظيمها هذا اللقاء ، وعلى حضور الخطباء إدراكاً منهم لأهمية هذا اللقاء . ثم بين فضيلته أهمية أن يوضح الخطيب ضرورة الحث على حضور صلاة الجمعة ، فهي بالإضافة لفرضها ، هي رسالة بالإجتماع مع المسلمين والنفور منها نفور عن الجماعة . وأكد كذلك لأهمية أن يكرر الخطيب أصول الدين على المصلين كما كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه مكررا ذلك على كبار الصحابة ، ثم شدد فضيلته على أن يبتعد الخطيب عن المواضيع التي تثير ولا تجمع ، والابتعاد عن الاهتمام المبالغ فيه بالسجع والبلاغة الذي يصرفه عن قوة المحتوى ويصرف المستمع عن المحتوى . كما أشار إلى أهمية طرق مواضيع طاعة ولي الأمر بطرق متنوعة ، وأن يدعو لهم في خطبه وألا يبين سوءاتهم على المنابر ، إنما يناصحهم سرا بالمشافهات والمكاتبات الصادقة أو بإيصال ذلك للعلماء الموثوقين الناصحين ، والتي تجد هذه الطريقة كل ترحيب لدى ولاة الأمر . وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر وصاياه قرب الممات قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ... ) كما حث لأن يكون الخطيب مفتاحا للخير محببا له ، رفيقا عند وصفه المخطئين كي يكون ذلك أدعى لقبولهم واستجابتهم ، حتى ولو كان ذلك في وصفه للخوارج اللذين عاثوا في البلاد فساداً ، لأن الإنسان بطبعه ينفر ولا يستجيب لغيظ القول . ثم أتاح فضيلته وقتا لتلقي الأسئلة الذي ابتدأ بإجابة سؤال عن مناسبة الخطب المعاصرة والتي شدد أن هناك تجاوزات من بعض الخطباء وتركيزا على الخطب الفكرية فقط ، وهذا مما لا ينبغي أن يكون عليه الخطيب ، وذكر ضوابط ومحاذير عند إلقاء مثل هذه الخطب . ثم أجاب عن سائل عن طول خطب بعض الخطباء قائلاً : أنه ليس من السنة وليس من المقبول في الوزارة ولا عند الناس ، منوّها على أن الأفضل أن يخطب الخطيب من ورقة كي تكون الأفكار مرتبة وحفظاً لأمانة الكلمة ولوقت المصلين من الاستطرادات . كما هو فعل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله . كما حث في إجابة سؤال آخر أن ينهل الخطيب من خطب عظيمة النفع كخطب الشيخ ابن باز وابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان وسماحة مفتي المملكة . كما شدد على أن تعليمات الوزارة المبنية على فتوى اللجنة الدائمة تشدد على دخول الخطيب على موعد دخول وقت صلاة الظهر ، الذي هو من طاعة ولي الأمر ، ومن مظاهر اجتماع كلمة المسلمين في المدينة الواحدة . كما أشار لأهمية أن يستفيد الخطيب من خطبته للجمعة من ناحية أن يطبق ماقاله ، وأن يقوم بتسجيلها لنفسه ، وأن يسأل بعض الحاضرين عن ملحوظاتهم واقتراحاتهم للخطبة سعياً منه لتطوير نفسه ، كما أشاد باقتراح تبادل الخطباء بين الجوامع لما فيه من التنوع على أن يكون ذلك بعد الرجوع لأنظمة الوزارة . وامتدت إشادته لاقتراح اجتماع الخطيب بالشباب والاستماع لهم ومناقشة همومهم وحلولها . ثم انتهى ذلك الحوار الثري والمداخلات الرائعة بشكر الشيخ للخطباء على لطفهم ومداخلاتهم وأسئلتهم ، وقد تناول الشيخ طعام العشاء مع جموع الخطباء من الخرج والدلم الذين يبلغون حوالي 130 خطيباً . يأتي هذا اللقاء امتدادا لدور وزارة الشؤون الإسلامية لبث الوسطية والأمن الفكري من خلال خطبائها ودعاتها .