سعيد الأحمري : كل عام وأنتم بألف خير أشهدكم بأني اشتقت لقليلاً من محافظة الخرج, وفي الجانب الآخر لم أجدني متحمساً له, وكل يغني على ليلاه. استمتعت بأروع مشاهد خلابه, أبها وليتني لم أعشقها, هباها الله ذلك السحاب العظيم, يمر من أعالى الجبال بصفاء ونقاء لا يقل طهارة عن قلوب أهلها وساكنيها, و أمطرها الله في فصل اللهيب, و أراد الله لسهولها أن تزدان بأبهى الحلل, فما ترى سوى الخزامى والياسمين, وتستطيع شم الرياحين, وتلهو عيناك بألوان اكتضت بها الجبال, وتطرب لسماع الطيور تغني أروع الأهازيج, مكونة بذلك منظراً لا تجد له مثيل, لله درك يا أبها. لم أجد إلا أمشي وأقول ( واااااااااو ) تلكم النشوة التي تخرج من الصدر, لم أجد نفسي إلا أفتش سيارتي لأتأكد من وجود العزبة, دلتي البغدادية, وبرادي الذي شتم حظه أن ألقاه القدر معي, وتلك الرزمة من الحطب التي سافرت أكثر من 2500 كيلو, ذهابا وإياباً من أبها, و أفتش عن بقية البن والهيل والعويدي و النخوه والقرفة والمستكه, و السكر والشاي, لأنطلق بعدها للبحث عن ماء و قمة جبل ترى من فوقها سحاباً أشبه بمن يمشي على الأرض, و ظل متواضع, وخضرة ممتدة من أخمص قدميك إلى مقطع الطين, وبوابة الصين ( صح مبالغ بس يعني كثير ). لله درك يا أبها أقلب معاميلي وقهوتي على النار, وأتغنى وشتان بين الإثنتين,, مرة أردد الله على شوف الغضي حزة عصير في راس طعس ما حد قد مشى به جاه الربيع وصادق الغيم بالغيث لين ارتوت الأرض وغدت مثل غابه ( خالد عبدالرحمن ) و مرة أردد لا تطري الودااااااع, وتزيد الطعون ترني بوجه الله لا تطري الوداع... ضاقت بي الوسااااااااع, وأضنتني الظنون عود علي بحياة ضاقت بي الوساع ( علي بن حمري ) لعل ما يربط بينها حبي لهدوء أبها, و عالمها الجميل, وطهارة قلوب أهلها التي لا تقل عن طهارة قلوب أهل الخرج, ذوي الرؤوس الشامخه, والعقول النيره, والكرم والشهامة والطيبه. لله دركم ولكن أتدرون ماذا أفتقده؟! أتذكرون عندما سردت لكم كيف أني استمتع بجمال الجبال وألوان الزهور والنباتات و أطرب أذني بأهازيج الطيور؟! استبدلتها بإزعاج البوري عند اشارات الخرج واستبدلتها بأصوات التفحيط في شارع منزلي واستبدلتها ببعض الممارسات السلوكية السيئة التي أراها في الخرج. ولكن ذلك لن يقف عائقاً أمام بذل العطاء لأهل الخير والوفاء و سأتحرر من قيود الحقيقة, وإن لم يتغير الحال وسأشتري ( بوري ) لسيارتي, والتي أشهدكم والله على ما أقول شهيد, بأني استغنيت عنه قبل سنين, و أشهدكم والله على ما أقول شهيد, بأن أبها لا تعرفه إلا في أحنك الظروف.. سؤال يحتاج لإجابة هل من عاقل يتحدث؟! هل تستطيعون أنتم نبذ هذه الثقافة السيئة؟! هل تستطيعون الحديث في المجالس لاجتثاث هذه الظاهرة من شوارع الخرج؟! بعدها نفكر في أخريات... دمتم ودام بالحب نبض قلوبكم.