إن أول المعالم البارزة التي يقع عليها ناظريك عند دخولك محافظة الخرج هو ذلك الشاخص الواقف منذ 30 عاما ، حينما أنشئ (برج الخرج) في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله . فكان لشكله النادر والفريد والذي قصد منه الايحاء لهذه المحافظة الناشئة الصناعية ، حيث تم تصميمه على شكل (تروس) حركية متداخلة . وقد اختير موقعه بعناية حيث يقع في (سنتر) المحافظة تقريبا ، يشاهده كل احد ومن كل مكان . المبنى يبلغ ارتفاعا حوالي 104 أمتار عن سطح الأرض كما تبلغ الطاقة الاستيعابية لخزان المياه 7800 متر مكعب ، وقد بلغت التكلفة الاجمالية لإنشاء البرج ما يقارب 103 مليون ريال ، كانت آنذاك نقلة نوعية عمرانية . والبرج بطوابقه الخمسة ابتداء من القبو ثم الدور الارضي على شكل حلقة دائرية متصلة كان قد وضع فيه خدمات ومسرح وضيافة وغيرها ، ثم الدور الاول فالثاني فالثالث ، تطل على مدينة السيح وما جاورها من المراكز القريبة بشكل رائع آخاذ . لكن هذه الفرحة لم تكتمل فبعد أن ظل هذا المعلم حبيس وزارة المياه طويلا بدون تطوير او تنسيق الا من حدائق متواضعة محيطة به ، حتى تم الافراج عنه في عام 1425ه تقريبا لينتقل الى بلدية الخرج ، وتكون هي البداية الحقيقة لهذا المعلم الهام . حيث تم اصلاح الاضرار الكبيرة التي تعرض لها نتيجة غمره بالسيول أثناء مداهمة السيول لمحافظة الخرج عام 1424ه ، ويصبح الواجهة لهذه المدينة محتضنا احتفالاتها السنوية كالاعياد والمناسبات التوعوية كاليوم العالمي للدفاع المدني وأسبوع المرور ومهرجانات التمور والمهرجانات الاجتماعية ، واصبح مقصداً للزائرين وخاصة في عهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز وعندما كان المهندس ابراهيم بن سعيد أبوراس رئيسا لبلدية الخرج ، فقد توجهت اليه وفود خارجية وقروبات سياحية . وحينها كان مقنعا الا حد ما إلا ان (الزين) لم يكتمل (حلاه) فسرعان ما توقف ذلك مع توقف التطوير في البرج ، ليتم الاهتمام بالساحات الجانبية بشكل يعتبر مقارنة لطموح اهالي الخرج متواضعا . حتى تمت الموافقة على مشروع تطوير البرج وبدأ ذلك مزامنا لتنصيب الرئيس الشاب المهندس أحمد بن محمد البكيري رئيسا لبلدية الخرج ، وهو أحد أبناء الخرج البررة ، والذي جعل البرج احد اهم اهتماماته . فماذا حدث ؟ وماذا فعل ؟ وقبل ذلك دعونا نستمع لكلمات الاعجاب والثناء من الحاكم الاداري للمحافظة الأستاذ شبيلي آل مجدوع عندما شاهد البرج بثوبه الجديد في حفل تدشين فعاليات عيد وصيف الخرج 36 رغم أن المشروع لم يكتمل ، فقد توقع سعادته له إقبالا كبيرا ونقلة نوعية وتطويرا يليق بالمحافظة إزاء ما تتلقاها من دعم كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز . وكذلك ماعبر به غير واحد من الزوار والإعلاميين والذين تباشروا بموقع مميز يستحق الزيارة . رغم أن المشروع لم يكتمل الا بنسبة 65% وتبقى مايزيد عن ستة أشهر إلا ان التغييرات والتي من أهمها : - تركيب مصاعد كهربائية سريعة حديثة بموصفات عالية للزوار والخدمات بدلا من المصعد السابق والذي يعتبر الصعود فيه مخاطرة حيث ثم انعاشه أكثر من مرة بلا فائدة . - تغيير للارضيات الخاصة بالدورين الأول والثاني برخام وتركيب جوانب ستيل وتجهيز مطاعم وكافيهات vip وانارة جديدة داخلية بموديلات حديثة . - صيانة وتنظيف زجاج البرج العلوي من الداخل والخارج ليجعلك تشاهد بشكل أفضل . - إعادة الدوران لصالة الدور الثاني وإصلاح عطل دام ﻷكثر من ربع قرن تقريبا ، مما يجعل المكان أكثر اتحافا وتشويقا . - اعادة تنسيق مداخل البرج بشكل جديد متناسق يوازي حجم الصرف المادي على المشروع وتطلعات القائمين عليه . - تخصيص ممرات لذوي الاحتياجات الخاصة للدخول للبرج . - تم وصول عروض شفهية كبيرة لتشغيل المطاعم والكافيهات تفوق أضعاف ما كان يعرض في الفترات السابقة . وختاما اسمحوا لي أن أقول أننا بانتظار معلم معماري حضاري بعد أن ظل لسنوات تراثا باليا ، وما ذاك الا لسببين هما : - الدعم الكبير من حكومتنا الرشيدة اعزها الله ونصرها على من يعاديها . - الفكر العالي الطموح المحلق والمتمثل في شخص الرئيس الحالي لبلدية الخرج المهندس أحمد البكيري والذي ردد في أكثر من لقاء كلمة (الجودة) وطالب فيها ، وقال أيضا أننا في دولة غنية باذلة مقدرة لمواطنيها ، لا تألوا جهدا ولا تذخر مالا في خدمة هذا المواطن وراحته وهذا يزيد ويثقل حملنا لنقدم ما يرضي الله أولا ثم ما يظنه بنا قادتنا ومسؤولينا . فشكرا بلدية الخرج ، وبانتظار تدشين هذا الرمز الخرجاوي الثمين . سعود بن عبدالله الضحوك اعلامي وتربوي