تضيع الأوقات بعد إهمالها وعدم الاهتمام بها في كل تفاصيلها ثم يطالب الفرد بوقت بدل ضائع ، لعله يعوض فوات الوقت الذي تسبب في عدم الاستفادة منه بأقصى درجة ممكنة ، فالأوقات الضائعة لا تسترد ولا تعوض بدقائق أخرى بعد استهلاكها ما لم يكن الفرد جاداً في استغلالها. قد يعتقد بعض القراء أني أقصد مباريات كره القدم في وقتها الإضافي بعد نهاية الشوطين،وقد يجد البعض الآخر أني أقصد الأوقات التي ضاعت دون تحقيق الأهداف.فجميع استنتاجاتكم منطقيه و لكن ما أقصده هو تلك المجموعه من النَّاس التي بعد أن تظلم الآخرين مادياً أو معنوياً وتبطش في حقوقهم وتأخذ ما تريد منهم دون وجه حق لتستمتع لحظياً ثم يبدأ تأنيب الضمير في بعضهم فيطلبون أن يسامحهم الآخرين بعبارة مشهورة " حللوني " البعض قد يسامح ويعفو من باب الاستناد إلى قوله تعالى "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "(سوره الشورى - آيه 40 )واستناداً إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما زاد الله عبدا بعفواً إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله "والبعض الآخر لا يسامح وهذا من حقه أن لا يتجاوز عن اغتفار خطيئتك معه .. فلماذا نبطش ونظلم بقصد ثم نطلب من الآخرين بعد ذلك أن يصفحوا عنَّا وقد لا يعفوا ثمَّ نبدأ بتأنيب الضمير ونحن لدينا القدره مسبقا أن نعطيهم حقوقهم أم هي الكبرياء والجبروت التي كانت تحركنا نحو الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين . وسوف أذكر لكم قصه حدثت لأحد الأشخاص حدثتني بها من بين مجموعة قصص لا بد وأن تعرضنا جميعا لكمٍ هائل منها،هي قصة حدثت لها أثناء فترة التدريب في المرحلة المتوسطة فكانت كالعادة تعد درسا لتشرحه أمام الطالبات وكما جرت عليه العادة كان لا بد أن يكون هناك مشرفاً تقويميا ليعدِّل أخطاءك حتى تتطور نحو الأفضل إن كان نقده منصفًا لك وليس من باب تجاوز حقوقك وانتهاكها،فبعد انتهاء الدرس المقدم للطالبات وبعد التعب الذي أعد ليس لهذا الدرس فحسب بل للتدريب عامة وبعد اجتماعها مع مشرفة التقييم وسؤالها عن الأداء الخاص بها والذي كان من المفترض أن يكون في المادة العلمية المقدمه أو في الأسلوب المتبع أو كل ما يدخل من بنود صالحه للنقد كانت تنقدها على لون اللوحة "لماذا هي باللون الفلاني ولم تكن باللون الفلاني" أهذا في البداية يعد نقدا !! ثمَّ بعد نهاية فترة التدريب تطلب من الجميع العفو والتحليل فما كان منها إلاّ أن قالت لها " الله يحللك ويبيحك ولكن إن كنت ظلمتيني بقصد فلن أحللك " قد يقول البعض العفو أصلح وهذا لا شك فيه لكن هؤلاء الصنف من البشر يحتاجون أن تعطيهم درساً في أن لا يتفننوا في ظلم الآخرين وهم في كامل وعيهم فلا شك أن جميعنا يخطأ ولكن هناك فرق بين الخطأ بقصد وغير قصد.