الكسل أحلى من العسل .. ماذا جنى طلابنا وطالباتنا من هذا الكسل ؟ لا شيء سوى النجاح من فصل إلى فصل آخر دون معرفة أو دراية بالمادة الدراسية , نظرا للأنظمة الدراسية بالتعليم العام وخاصة في المرحلة الابتدائية ولعل أكبر سبب في ذلك التقويم المستمر الذي تغلب عليه العاطفة قبل التعليم في المراحل المتقدمة من الدراسة بعيدا عن التركيز على المهارات الأساسية سواء الكتابية أو الحسابية ! فنجد أكثر طلابنا بل أغلبهم ناجحون من مرحلة إلى مرحلة بدون إتقان المهارات الأساسية للمادة العلمية .. فحينما نسأل أغلب طلابنا وطالباتنا هل تشعرون بسعادة النجاح فتكون أغلب إجاباتهم نجاح ليس له طعم ولارائحة .. السبب : لأنهم لا يعملون ولا يعلمون شيئاً ولا يتابعون دراستهم خارج المدرسة - البيت – نظرا للعدم المتابعة من ذويهم دراسيا في أغلب الأوقات .. حقيقة من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة .. ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل .. هذا السيناريو هو السائد في معظم تعليمنا العام بل المصيبة والداهية استمراره في التعليم العالي .. المشكلة لا تحدث الآن ، ولكنها تحدث بعد عشرين سنة من التبطح والكسل، تكون نتيجتها : ولد غير صالح للوظيفة أو تكملة الدراسة وبنت غير صالحة لتحمل الأعباء الدراسية .. ببساطة : غياب الإحساس بأهمية الدراسة والتعليم لمدة عشرين عاماً لن تجعل عندنا طالبا أو طالبة يحسون بالتعليم وأهميته في الحياة . وبلا تعليم لا يمكن أن تستقيم الحياة .. الطالب الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار في المنزل سيدفع ثمن أن لا مبالاة حينما يكبر , ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوك في الطالب نفسه بعد عشرين سنة من التعليم .. الانضباط بالتعليم يعطينا مؤشر بالنجاح له قيمته العلمية قبل القيمة الدراسية وبدون انضباط لا يوجد تعليم .. السؤال هنا هل سنسعى للتغير من أنفسنا ومن أسلوب التعليم في مملكتنا الحبيبة أم سنتركها على حالها . علينا بالتكاتف مع بعض وخاصة الأباء والأمهات عليهما بمراقبة ومتابعة الأبناء في دراستهم والحرص عليهم من اللعب والتلاعب ولا يكتفون بدراستهم داخل البيئة المدرسية .. تكثر التساؤلات من حين إلى آخر وخصوصا من الآباء و الأمهات لماذا وصل التعليم إلى هذا الأسلوب أو هذا الانحطاط والضعف !! والجواب : لأنكم حرمتم أبناءكم من لذة الاعتماد على النفس لتحقيق الأهداف ومن متابعتهم دراسيا أول بأول فصارت عندهم الحياة بلا طعم ولا إيمان بالحياة . غيروا سياسة التربية .. غيروا فكرة لا أريد أن يشعر ابني بأنه محروم من شيء.. واجعل حياة ابنك - بنتك - مليئة بالأهداف ، و الحركة ، و السعي لرفع قيمته العلمية حتى ينتفع به غيره من الناس.. وليعرف أن قيمته ليست في قيمة الجوال الذى يمتلكه ، والسيارة التي يركبها ، وماركة التشيرت والنظارة .. بكل اختصار قيمة الإنسان في تزكيته لنفسه بالعلم النافع والعمل الصالح والخلق القويم .. قيمته في عبادته لربه و بره بأمه وإحسانه لجاره .