احمد الطفيل كل فرد في الحياة هو بخير شكلاً ؛ لا مضموناً !! وكل من يسألك عن حالك تردّ مباشرة بلا تردد : ( أنا بخير ) لأن عقلك الباطن استوعب جيداً لما حوله ، فأجاب دون تلكؤ ( أنا بخير ) !! ومن يشاهدنا يظن أن حياتنا عالمٌ سعيدٌ لا فيها نصبٌ ولا كدرٌ ولا كبدٌ ..!! فعقولنا استوعبت درس التطنيش والتهميش والسؤال لأجل السؤال فقط !! وليس المشاركة والبحث عن الحل سوياً ، إنه عقلنا الوحيد الذي يميز جيداً من حوله !! وفهم ما يريدوا أن يصلوا إليه !! ففضَّل أن يخفي ما نشعر به فعلاً !! هاهي دواخلنا تتوجس خُفيَةً ممن حولها وتقول دوماً ( أنا بخير ) !! كي تملأ دنياهم سعادة حتى أسقفها ، ويميل ميزان مشاعرهم بالرضا التام نحونا من ملامحنا !! تاركة لأجسادنا التمثيل الاحترافي في مسرح الحياة ؛ ونثبت المصداقية بالحركة والنبرة ، فيقتنع من يتحاور معنا بالرضا التام بأننا فعلاً نحن بخير !! هكذا الحياة أكدار !! تُتعِبُ مشاعرك لأجلي ونقول لي : ( أنا بخير ) كي لا تصبح حقل تجارب لي ، فتقلق من مقترحاتي وحلولي والتي قد لا تنطبق عليك !! ( أنا بخير ) عبارة دائمة التحليق من ثغري لمن يسأل عن حالي لأرسم على محياهم البهجة من خلال مشاعري المصطنعة . ( أنا وأنت ونحن كلنا بخير ) لنمنح جوَّنا أطباقاً من السعادة ، كي نتقاسمه سواء ، ونغرد في سرب الحياة معاً بصوت شجي ؛ ونجنِّب أنفسنا انشغال الآخرين بأسئلة قد توجهه لنا .. إن تبدو لهم إجابات منِّا صريحة ودون مجاملة ؛ قد تقلقهم وتزعزع راحتهم !! ( أنا بخير ) جزماً مني أن الكل ذي هموم .. لكنه هرباً من الغوص في أعماق ذاتي ؛ حتى لا يسبرها ثم يتولى بلا حلول أو قد يقول : ( الله يعينك على مواجهة الحياة ) فيتركني وحيداً وشأني !! ( أنا بخير ) هي الأجمل في زمن الهذيان ، ألم يقل (هنري كيسنجر) : يجدر بالمرء أن يتوقف عن الكلام حين يهز المستمع رأسه دون أن يقول شيئاً !! فأنا احترم نفسي وأحميها من كسر خاطرها فابتسم من أعماق داخلي وأقول : ( أنا بخير !! ) نعم ( أنا بخير ) شاءت نفسي أم أبت .. هي ساكنة في عقلي اللاواعي ومتجذرة في جنبات صدري وتطل كل حين من شرفة لساني لتسترني بأحاسيس وهمية وتجنبني تفاعل الإحراج الاجتماعي .. !! هكذا ( أنا بل أنت ونحن ) ندفن أنفسنا في مقابر السلامة ونطمرها بجملة ( أنا بخير ) ونتبسم لنتقاسم ضوء السعادة من شمعة الالتفاف سوياً في المكان والزمان والمال .. ونخفي هموماً خلف كواليس الحياة فيا من تصمت وتتكبرَّ ثم تتقوقع في كبسولة الانطواء ... اطلق العنان لعقلك اللاواعي كغيرك واغسل حيطان قلبك وقل : ( أنا بخير ) كغيرك ؛ لأننا جميعاً بحاجة أن نمتص شوائب الكدر والهم والغم من حولنا وننشر شراع السعادة على من حولنا لنستظل جميعاً تحتها لنرى سوياً الجمال والنقاء والصفاء من جنبات أنفسنا المشرق . فشكراً أيها العقل اللاواعي أن جلبت لنا جميعاً : جمال الكلمة .. ولباقة الفعل .. ولياقة العقل .. وأناقة الفعل ..!!