د.هلال محمد العسكر قبل الحملة المباركة لتصحيح أوضاع العمال تفاجأت بنقل كفالة عامل نظامي دون علمي بذلك ، فسألت هل يمكن أن يحدث ما حدث بهذه الجرأة والسهولة والسرعة ؟ فكان الجواب المحزن المقترن بابتسامة تهكمية "نعم" ومن أي مكتب وبمبلغ زهيد أو علاقة أو معرفة يمكن أن تنقل وترحل اللي تبي..! طبعا هذه الحالة أثارت العديد من التساؤلات التالية: كيف يمكن التلاعب بالأنظمة الرسمية بهذه السهولة ؟ ولماذا يتم التلاعب بها أساسا ؟ وما العقوبات التي يمكن أن تطبق في حق هؤلاء المتلاعبين ؟ وهل يقبل أي مسؤول إداري في أي موقع صغير أو كبير أن لا تحترم وتنفذ تعليماته وتوجيهاته ؟. وهل يسره أن يعرف أن جهازه الإداري والتنفيذي الممتد من باب مكتبه إلى المواطن يمارس المخالفات ؟ وهل يسكت المواطن على الالتفاف على تعاليم وأنظمة الدولة ؟. ولماذا المنوط بهم توصيل وتطبيق التعليمات والأنظمة يمارسون الانتهازية والتكسب في سلسلة طويلة من الحلقات البيروقراطية الفاسدة ثم يغذي المركز الرئيسي بالمعلومات المضللة بأن كل شيء على ما يرام ؟! الذي لا خداع فيه الجزم أن المواطن عندنا يعاني أشد المعاناة من رداءة بعض ضعاف النفوس من موظفي القطاع العام (الحكومي) وسوء تعامله واستهتاره بتعليمات الدولة وأنظمتها ، وأنا متأكد أن هذا انطباع عام لدى كثير من الناس عن جهازنا البيروقراطي السائد ، ولهذا السبب بالذات أصبح السائد اجتماعياً التعامل مع البيروقراطية الحكومية بالواسطة أو تبادل الخدمات أو الرشوة ، إلى آخر ما في الجعبة من وسائل تيسير الأمور وتسليك السيور! كما يبدوا إننا لا نملك –بعد- وسائل الردع القانونية لمن يعبثون بالنظام ويطبقونه متى ما اشتهت أمزجتهم ، وأن بعض المسؤولين عن تطبيقها يتمادون في تزييف الحقائق ومهادنة أصحاب العلاقات ، وإن الأنظمة ليس لها تقدير في ادارات يتولاها بعض الجهلة والسفهاء ، وأن المراوغة وتزيف الحقائق من سمات بعض من يقفون على بوابات أنظمتنا الالكترونية وبيدهم صلاحيات دخولها ، كما يمكن القول إن الإدارات الرقابية المعنية مع ما تقوم به من جهود لا تزال مقصرة في وقت يعبث فيه السفهاء بالأنظمة.على مرآى ومسمع الناس! الواجب أن لا يكون هناك مجال للاستهتار في تأدية مهام العمل ، فهي ذات آلية واضحة وضوابط محددة ، وأنظمة رقابية تكشف المتلاعبين بها ، هذا وأن الرجولة لا تقاس أو تعرف بالمخالفة والسلوكيات غير القانونية فهي لا تضع إلا في دائرة المساءلة والعقاب ، بل أن من الرجولة النزاهة والأمانة والثقة والصدق والإخلاص ومعرفة القواعد والأنظمة النافذة واحترامها والالتزام بها ختاما غني عن القول : من يخن الأمانة لا أمان له ، ومن بأمن العقوبة يسيء الأدب ، والأمن أنظمة وتعليمات وإذا اختلت اختل الأمن ، وما لم نحافظ عليها ونلتزم بتطبيقها ، ستكون النتائج سلبية ومكلفة ، وضمان الولاء والانتماء أساسه هو احترام النظام والالتزام بتطبيقه.