غالية بنت عبدالعزيز المدرسة هي المحضن التربوي الأقوى أثراً والأعمق تأصيلاً عقائدياً وفكرياً ونفسياً واجتماعياً للنشء, ورغم مكانتها التي لا يختلف عليها التربويون وغيرهم إلا أنها لم تَعُد لدى البعض من الطلبة تلك البيئة الجاذبة؛ ويعود ذلك للعديد من الأسباب في مجالات مختلفة. والسؤال الذي يجب لكل أم وأب طرحه على أبنائهم: هل تحب المدرسة؟ ومن المؤسف عندما تكون الإجابة: لا أحب المدرسة. ومن هنا تتحمل المنظومة التربوية والتعليمية جزء من الأسباب التي تمنح أبناؤنا هذا الشعور السلبي, والسؤال الذي يجب أن نطرحه كتربويون ضمن هذه المنظومة على أنفسنا: متى يحب أبناؤنا المدرسة؟ ومن خلال الواقع الفعلي الممارس في الميادين التربوية المدرسية يمكننا أن نتنبأ ببعض النقاط الهامة التي تزيد من جاذبية البيئة المدرسية وتجعل أبناؤنا يحبون المدرسة, ومن أبرزها: عندما يحظى الطلبة باحترام وصيانة كرامتهم ضمن منظومة الأخلاق المهنية للمربين والعاملين. عندما يُسقط المعلمون ذلك الشعور الأبوي على الطلبة تماما كما يعاملون أبناءهم. عندما يجد الطلبة لائحة تضمن لهم العدل والمساواة وتطبق بمصداقية وشفافية. عندما يجد الطلبة بيئة تشعرهم بالأمن على مختلف المستويات أمن الممتلكات, والخصوصيات, والأمن الجسدي والنفسي. عندما يجد الطلبة الحرية في التعبير والمشاركة الإدارية والتخطيطية. عندما يجد الطلبة بيئة تكتشف مواهبهم وترعاها وتذكي فيهم روح التحدي عندما تنسجم وتتواكب المنظومة المدرسية مع المنظومة الإقليمية والعالمية المحيطة بها ولا تنعزل عنها. عندما يستطيع الطلبة إخراج أفضل ما لديهم من الطاقات والمواهب الكامنة. عندما يشعر الطلبة بالانتماء من خلال شبكة قوية من العلاقات الإيجابية بالأقران والمربين. عندما يجد الطلبة المتعة والتفاعل ضمن طرق تدريسية شيقة وذكية تناسب مراحلهم العمرية. عندما تُكسِب المدرسة الطالب المهارات الحياتية التطبيقية والواقعية. عندما توفر المدرسة كل وسائل إشباع حب الملاحظة والاستكشاف. عندما يحاول العاملون بالمدرسة تطبيق القانون الياباني "أجرك مدفوع من قبل العميل" عندما تأخذ التربية الوجدانية حقها الكافي من التربية المدرسية قدوةً وتعليماً وتطبيقاً. عندما تكون هناك معايير عادلة يبنى عليها الثواب والعقاب بعيدا عن التحيز والمحسوبيات. عندما يشعر الطلبة أنهم جزء فعّال في المجتمع من خلال ربط الأنشطة المدرسية بالمجتمعية. عندما تتقن المنظومة المدرسية إقناع كل طالب أنه الأهم, فتشعل فيه روح الحماس والمسؤولية. عندما تنسلخ المنظومة المدرسية من ماضيها التقليدي والروتيني وتخوض غمار الأساليب الحديثة الناجعة. ختاما: يبقى العديد والعديد من النقاط الهامة إلا أني على ثقة بأن الطلبة حينما يجدون المنظومة المتكاملة والشاملة التي تغذي الجوانب الروحانية والفكرية والجسدية والنفسية والاجتماعية حتما سيحب أبناؤنا المدرسة. بقلم:أ.غالية بنت عبدالعزيز