الجمباكايزن منهجية يابانية لتحسين الأداء وهي من أهم أسباب نجاح التجربة اليابانية وتعني الإدارة من موقع الحدث, ويستمد هذا النموذج نجاحه من الشفافية والموضوعية في الحكم على الأداء ومتابعة المشكلات من أرض الحدث - مركز خدمة العملاء- وتلمس الاحتياجات الفعلية وملامسة الواقع في التفاصيل وعدم الاعتماد على التقارير وأراء المسئولين فقط. وفي الاتجاه المعاكس تتبني عدد من القيادات في المنظمات منهجية جمبا من نوع خاص, حيث يتم إعلان وقت الزيارة مسبقا ليدق جرس الإنذار وتستعد المنظمة على قدم وساق لإخفاء المعالم الحقيقية لواقع المنظمة في جو مفعم بالكاميرات تهدر فيها الأموال والجهود والأوقات ويعم الفساد والنفاق الإداري أرجاء المنظومة, وماهي إلا لحظات بعد انتهاء الزيارة حتى تعود المياه إلى مجاريها, والنتيجة هي زيارة منفصلة عن أرض الواقع, هدر, نفاق إداري,نشر ثقافة الغش والتدليس بين الموظفين. إننا نطمح إلى تطبيق منهجية الجمبا من مواقع الخدمة بشكل دوري ومفاجئ بعيدا عن التصنع والتزييف .. نريد زيارات في أوقات خدمة العملاء والأزمات والمشكلات لتقصي الحقائق ومعرفة الأسباب وتفقد عناصر الموقف وبيئة العمل .. نريد من القيادات استقطاع وقت خلال الزيارة للتحدث إلى عينة عشوائية من الموظفين والعملاء.. نريد قادة يمتلكون القدرة على التفكير الإبداعي من خلال القدرة على دراسة الموقف واستنباط المؤشرات الإيجابية أو السلبية لأداء الموظفين ومستوى خدمة العملاء واستحداث العديد من الأدوات لقياس ومتابعة الأداء. لذا يجب أن تحافظ منهجية الجمباكايزن على هويتها اليابانية لزرع ثقافة الرقابة والمحاسبية كإحدى المفاهيم الهامة لتحسين الأداء ومواجهة تحديات المستقبل وخدمة العميل بما يتناسب مع كونه عميلا دون النظر إلىأي اعتبارات أخرى. ختاما نريد أن نزرع ثقافة الإدارة في خدمة المنظمة, لا المنظمة في خدمة الإدارة.