يقول تعالى في فضل الإصلاح والمصلحين : { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما } النساء (114). إذا كان الأجر عظيماً لمن أصلح بين شخصين فما بالنا بأجر من سعى في إصلاح أمة وأحوالها ؟ الإصلاح طريق البناء والتقدم وسبيل النهضة وضمان البقاء ووراثة الأرض وعمارتها وصمام الأمان وحفظه وإستمراريته قال عز من قائل : { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } هود (117) . الإصلاح مطلب شرعي وضرورة واقعية في كل عصر وزمان وعلى أي ارض وفي أي مكان نحن مع الإصلاح الحقيقي النابع من الكتاب والسنة وبالضوابط الشرعية المعروفة من أقوال وأثار سلف الأمة ، لامع إصلاح مزعوم أو تحرر موهوم . فلماذا يصر بعض المسلمين في نهجهم الإصلاحي المزعوم على التعامل بطريقة الهياج والعنف والفوضى ، معرضين عن الأحاديث النبوية وأقوال أهل العلم ؟ فهل هم أعلم بما يُصلحُ حال الأمة من نبيها ورسولها وقائدها صلى الله عليه وسلم وهل هم أعلم من ورثة الأنبياء العلماء الربانيين ؟. فعلينا الحذر من العنف فهو ليس من سبل الإصلاح ولا يأتي بخير البتة ، وعلينا الإنكار على من يجعل من الإصلاح المزعوم طريقاً إلى الفوضى والعنف ، ويسميها الفوضى الخلاقة ، ومتى كانت الفوضى تخلق نظاماً ، ففاقد الشيء لا يعطيه . وكذلك علينا الحذر من الذين يدعون الإصلاح المزعوم أيضاً وهم يريدون إفساد العباد والبلاد والعبث بالأعراض باسم الإصلاح والحرية والتحرر والعدل والمساواة ويردون من مجتمعنا وأمتنا البعد كل البعد عن الدين وعن كل خُلُقٍ ينبذ كل قول أوفعل مشين !!! وعليه يجب علينا جميعاً حكاماً وعلماء ودعاة ومفكرين ومثقفين محاربة الفكر المنحرف والغلو والتطرف وعلينا الوقوف صفاً واحداً في وجه دعاة العلمنة والتغريب الذين يريدون منا أن ننسلخ من ديننا وأن نتنكر لخصوصياتنا ، لنصبح نسخاً كربونية من دول تحللت من الدين والعقائد والأخلاق والفضائل ، أي يجب علينا الوقوف في وجوه أهل الغلو وفي وجوه أهل الجفاء أي أهل الإفراط وأهل التفريط . وعلينا التكاتف والتناصح والاجتماع مع ولاة أمورنا وعلمائنا على الحق النابع من الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة وعدم التفرق لتصلح لنا بلادنا ودنيانا ونؤدي مافرض الله علينا لتصلح لنا أُخرانا . اللهم أدم علينا نعمك ظاهرة وباطنة ياحي ياقيوم ،،،،،،،، محمد بن سريع العجمي عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الخرج عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية