أكد عدد من شرائح المجتمع في العاصمة المقدسة أن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما انتهت إليه اللجنة المشكلة من عدد من الوزارات ذات العلاقة بشأن دراسة ظاهرة المبالغة في الصلح في قضايا القتل بشكل عام وما يرافقها من اقامة المخيمات لجمع تبرعات الدية لورثة القتيل هو الحل الأوحد لمثل هذه الظاهرة. وأن موافقته (رعاه الله) جاءت في وقتها حيث إن تلك الأموال التي جمعت بملايين الريالات هناك من المحتاجين والفقراء من هم أحوج لتلك الأموال وقد تنقذ وتنفع الكثير من الأيتام والأرامل والمطلقات بدلاً من جمعها وتسليمها لمن لا يستحقون. رأي ناجح يقول فضيلة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة ان موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توصيات اللجنة التي درست المغالاة في طلب ما يرضي أهل القتيل بلا شك هي الرأي الراجح والراشد لأن فتح هذا الباب قد يؤدي إلى مفاسد كبيرة جداً وإيكال اصلاح ذات البين إلى لجان اصلاح رسمية مرتبطة بامارات المناطق سيكون محققا للمصلحة ومجنباً للمفسدة المتخوف منها. قرار حكيم وتحدث الدكتور رجب بريسالي استشاري الطب النفسي قائلا: إن ما آلت إليه اللجنة المشكلة بتوجيهات سامية من قبل خادم الحرمين الشريفين يدل على اطلاعه حفظه الله بكافة التفاصيل والظروف الاجتماعية والنفسية الدقيقة للمجتمع السعودي وهو قرار حكيم وهذا ليس بمستغرب عليه - أيده الله- كما أنه - حفظه الله - شدد على ضرورة منع القاتل أو ذويه من استخدام أي وسيلة اعلامية لجمع التبرعات لقيمة الصلح ، وأكد على ذلك لما لوحظ من طلب الملايين من الريالات مقابل التنازل ، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأمده بالصحة والعافية، وجعل ما يقوم به في موازين حسناته انه سميع مجيب. توجيهات سديدة وأكد الدكتور زهير الكاظمي عميد كلية التربية بجامعة أم القرى: لا شك أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين توجيهات سديدة ونابعة من الاحساس بعظم القضية والسعي نحو ايجاد العلاج الناجع الذي يكفل لجميع الأطراف حقوقهم دون الاخلال بالأساسيات وأضاف قائلا: ان مهام لجان اصلاح ذات البين أن تكون رافداً مساعداً لما تقوم بها المحاكم والدور الشرعية في الاصلاح والتوفيق بين المواطنين عموماً وفي مقدمة هذه المهام اصلاح ما قد يحدث بين الزوجين. أما ما يتعلق في قيام اللجان بمعالجة قضايا الحدود وبالذات في الرقاب فإن اللجان جهودها مشكورة ومقدرة في هذا الصدد ولكن في نفس الوقت لا ينبغي المبالغة في دفع الديات والتي تصل إلى العديد من الملايين والتي خرجت عن نطاقها الشرعي والعرفي إلى الابتزاز والمتاجرة الجشعة وقد تخل هذه بالموازين التي نهجها الله عز وجل في ردع المجرمين ومرتكبي الجرائم أملاً في الحصول على مثل هذه المحاولات التي تخلي سبيلهم دون وجه حق. لفتة كريمة ويؤكد عدنان محمد كاتب (تربوي): لاشك أنها لفتة كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (أيده الله) يجب تنفيذها بكل حذافيرها لما فيها من فوائد عظيمة وكسب الأجر من المولى عز وجل...وما موافقته على ما انتهت إليه اللجنة المشكلة من عدة وزارات إلا دليل على اهتمامه (رعاه الله) بكل ما يمس هموم الشعب الكريم وبالذات ظاهرة المبالغة في الصلح في قضايا القتل بشكل عام وما يرافق ذلك من اقامة مخيمات لجمع تبرعات الدية لورثة القتيل لأن الملاحظ أن هناك من يطلب العديد من الملايين من الريالات التي لا يتحملها أهل القاتل وفوق مقدورهم، كما وافق أيده الله على ما انتهت إليه اللجنة من انشاء لجان اصلاح ذات البين في كافة امارات مناطق المملكة أسوة بما هو موجود في منطقتي مكةالمكرمة والرياض وهذا دليل آخر منه رعاه الله على تفعيل ذلك في سائر مناطق بلادنا الحبيبة. ويبقى هنا تعاون كافة أفراد المجتمع مع ما صدر عن ولي الأمر والشروع في تنفيذ كل خطوات ما قرره (رعاه الله) والبعد عن المبالغ الطائلة والمقدرة بالملايين والتي يعجز عنها الغالبية العظمى وحتى لا تصبح هناك تجارة في الأرواح ..حفظ الله ولي أمرنا وأمده بتوفيق من عنده. نهج متوارث وتحدث الدكتور أحمد البناني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى قائلاً إن حكومة خادم الحرمين الشريفين جريا على نهج من سبق من حكام هذه البلاد الطيبة كانوا ولازالوا يسارعون في الخيرات وفي كل عمل صالح يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً ثم يرضي وينفع هذا الشعب الكريم ، ومن ذلك قضية الاصلاح بين الناس قال الله سبحانه وتعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً). ولقد نظمت الدولة بفضل الله لجان معتمدة من ولي الأمر وذات صبغة شرعية يختار لها الأكفاء من الرجال أصحاب العلم والمكانة الاجتماعية المرموقة والمعروفين بنزاهتهم وأمانتهم وحبهم للخير، وجعلت هذه اللجان هي المختصة في الاصلاح بين الناس ليكون الاصلاح على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يستغل ذلك من قبل ضعفاء النفوس لتحقيق مكاسب شخصية أو ترويج بعض العادات غير الشرعية. وأضاف قائلاً: الواجب على كل مواطن صالح أن يتعاون مع هذه اللجان وأن يعرض قضيته إن كان له قضية عليها والا ينفرد بتصرفات شخصية خارجة عما وجهها إليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. دراسة ناجحة ومن جهتها قالت د. حنان بنت محمد نور قطان (تربوية) لا شك أن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جاءت بعد دراسة مستفيضة من قبل اللجنة المشكلة من العديد من الوزارات وفي الحقيقة ان ظاهرة الغلو والمغالاة في نفس الوقت في ما يطلب من دفع الملايين من الريالات مقابل التنازل عن القصاص بحق القاتل لابد من القضاء على هذه الظاهرة بشكل فوري والعمل على تنفيذ ما رآه ولي الأمر من منع اقامة المخيمات واللوحات الاعلامية التي تعد لجمع التبرعات لذوي القاتل لدفعها إلى ورثة القتيل وعلى المواطنين التقيد بما جاء لمنع مثل هذه الظاهرة التي لا تعود بالخير، كما أن قيام وانشاء لجان اصلاح ذات البين في جميع امارات مناطق المملكة فيه خير إن شاء الله لما لهذه اللجان من دور هام وفعَّال في سبيل القضاء على هذه الظاهرة المتفشية في وقتنا الراهن. خطوة مباركة وتحدثت الدكتورة سميرة بناني المشرفة الاعلامية بالادارة العامة للتربية والتعليم للبنات بمنطقة مكةالمكرمة ، لا شك انها لفتة كريمة قائمة على حكمة ورأي سديد من المقام السامي الكريم من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يمنح المساهمة في رفع عقوبة القصاص دون استبداد ومجافاة من أولياء الدم، فنصب المخيمات والمغالاة والشطط في مبلغ الديات التي قد تطالها أيدي بعض النفوس القاسية يتجاوز الحكمة والغاية الشرعية من رفع العقوبة كمزالق البيع والشراء في أرواح البشر باثمان مادية ناسين ومتغافلين الأجر والمثوبة العظيمة من الله تعالى ومحامد المواقف النبيلة في فضيلة العدل والرحمة التي نادت بها شريعتنا السمحاء. قرار حكيم وأضافت الدكتورة لطفية قمزة عضو هيئة التدريس بكلية التربية بمكةالمكرمة والباحثة في الأمن الفكري ..لا شك أنه قرار حكيم من ولي الأمر أعزه الله لأننا نشاهد في الاونة الأخيرة أن الديات أصبحت بالملايين من الريالات بالاضافة إلى ما يدفع من عقارات وأراضي واشتراطات عديدة ولذا أرى أن عمل مثل ذلك فيه ظلم على القتيل وورثته حيث يرون القاتل يسرح ويمرح أمام أعينهم بعد أن وجد من يدفع عنه وربما قد يكرر القتل عدة مرات (من أمن العقوبة أساء الأدب) وهناك الكثير من الأرامل والايتام والمطلقات لايجدون ما يأكلون ويلبسون.