مقلعين الخرج ..ثروة باسل شاب لبناني ، كان يعمل في أحد الشركات السعودية وكان يعشق التصميم والسيارات ، وبراتب شهري ثلاثة آلاف ريال ، سافر إلى بلاده وأمضى ما يقارب السنتين ورجع إلى السعودية وبدخل شهري يقارب الخمسين ألف ريال ، وبأفكار من عقله وليست مشتراه أو مدفوعة الثمن ، مجرد أنه بدأ بتصميم بعض الأشكال لتضاف على السيارات وبدأ ببيعها وتم استقدامه والعمل من جديد في محافظة جدة ، وبنفس الأفكار بدأ يعمل مع كفيله وبنسبة الخمسين بالمائة ، حيث أحدث نقله نوعيه في حالته المادية بسبب أنه نقل الفكرة بأبسط الطرق إلى مشروع مادي ومربح . أتطرق إلى مثال بسيط وحديثي دائما عن مدينتي السيح بمحافظة الخرج وما تحويها من طاقات وإبداعات تحتاج فقط من يوجهها إلى الطريق الصحيح للفائدة ، سواء على المستوى الشخصي أو مستوى المحافظة ، فمع ما نشاهده يوميا من بعض التقليعات من شباب السيح في سياراتهم ، وإضافات عليها سواء من ألوان أو حركات جديدة بالسيارات وإظهارها بشكل مميز ، تدرك مباشرة أن وراء تلك التقليعات طاقات لشباب لم يستفد منها تلك الاستفادة التي تعود عليه بالفائدة المادية . قد ننتقد بعض شباب السيح ببعض التصرفات الخارجة عن الأدب بما نراه سواء على الممشى ووقوف السيارات بشكل غير حضاري ، أو تلك الممارسات عند الإشارات بقطعها أو الوقوف الخاطئ ، ولا يعني ذلك أن يتم الحكم على تلك الفئة بأنها غير منتجة . الخرج تحوي طاقات تبحث عن طريق نجاح وتحتاج إلى وقفات سواء من المسئولين أو من ولاة الأمر في جعل تلك الموارد البشرية سواء من شباب أو بنات منتجة وتخدم نفسها قبل أن تخدم المجتمع وتعطى الثقة في العمل في كافة المجالات وتبني الأفكار وعدم الاستهتار بها وليس على السيارات فقط فهي مجرد مثال وبجزئية بسيطة ، فبداية النجاح دائما فكرة والفكرة متى ما أعطيت ذلك الاهتمام والتخطيط الصحيح تجد أمامك منتج متميز ومفكر مبدع ورابح ، وهو ما أريد أن أصل إليه بأنه لا ننظر النظرة السيئة دائما لمن قام بتجميل سياراته ، أو سائق الدبابات أو الرسام أو غيرهم من بعض التقليعات التي لا تتجاوز حدود الأدب فهم ثروة يجب المحافظة عليها وتوجيهها فقط لتنتج . بلغنا الله وإياكم شهر رمضان المبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال . تركي الهديب