الاختبارات التحصيلية بين مؤيد ومعارض يعتقد جمع التربويون الى وقت قريب بان الاختبارات التحصيلية هي الوسيلة الوحيدة الأنجع من وسائل القياس التي تستخدم لتدل على معرفة مستوى الطلاب في مقرر بعينه، والحكم على نجاح عناصر العملية التعليمية، وهي قديمة قدم تحصيل المعارف، والعلوم المختلفة، حيث ارتبطت دوما بالتعليم وبمعرفة نتائجه. وفي الآونة الاخيرة بدأ الشك يداهم قناعات التربويين, بل بدأ البعض يشكك في مكانتها ويرى بانها بوضعها الحالي تفتقد الشمولية والمصداقية والثبات, انطلاقا من أساس هام ينبغي أن يكون الجوهر الاساسي للاختبارات التحصيلية ألا وهو تشخيص حالة الطالب بدقة من حيث نواحي ميوله، واستعداداته، وقدراته، وقد يكون لعامل الصدفة دور في اجتياز الاختبار, ناهيك عما يصحب تصميم الاختبارات من ذوقية المعد وخبراته السابقة وحصرها على الاستراتيجيات المختارة من قبله مما يفقدها المصداقية في قياس مقدار جودة الكتاب المدرسي، أو ملاءمة الطرق، أو الأساليب المستخدمة في التدريس، كما أنها لا تعكس ملاءمة المنهج كله بالنسبة للطالب، أو المجتمع . كما يعتقد الفريق المعارض لكون الاختبارات التحصيلية هي الوسيلة الوحيدة للتقييم بان الموقف التعليمي يعد اداة موازية للاختبارات, اذ انه يستغرق الوقت الاكبر في العملية التعليمية ويتناول الجزء التطبيقي الذي يعد انعكاسا منطقيا لمحصلة المعارف لدى الطلاب, ومن خلاله نستطيع تقييم العديد من المهارات المعرفية والمهارية والوجدانية بالإضافة الى المهارات الشخصية والاجتماعية وهي جوهر العملية التعليمية "تكوين مواطن صالح فاعل ومنتج ". ومن هنا لابد من احترام الاختلاف في وجهات نظر التربويون, وعلى مصممي الاختبارات التحصيلية الاستفادة من النقد كفرص جوهرية للتحسين والتطوير حتى نصل الى اداة قادرة على تقييم عناصر العملية التعليمية بشمولية ومصداقية ودرجة عالية من الثبات للوقوف على نقاط الضعف والقوة ومن ثم تطوير وتجويد مخرجاتنا.