أعتمدت وزارة التربية والتعليم قبل عشر سنوات نظام التقويم المستمر , وسيشرع إلى تطبيقه ( بشكل تدريجي) على المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية, وذلك بعد أن أنهي تطبيقه على المرحلة الإبتدائية في السنوات السابقة, لتكتمل المنظومة وفقا لخطة الوزارة , ويقوم هذا النظام على أساس إلغاء الإختبارات والإعتماد بشكل رئيس على المعلم الذي يقوم مهارات الطالب حسب رؤيته ( بعض المعلمين هم بحاجة إلى تقييم وتقويم ), وبحسب رأي الوزارة أن هذا النظام يتسم بالشمولية في التعرف على مستوى الطلاب بعيدا عن الأسلوب التقليدي الذي يقوم على الحفظ والتلقين وهو بذلك خطوة إيجابية للتغيير والتقدم نحو الأمام , أما العاملون المخلصون في المجال التربوي فلهم رأي مختلف فهم يرون أن المرحلة الإبتدائية هي أهم مراحل التعليم , وهي القاعدة الأساس في تعليم القراءة والكتابة وبناء وتنمية المهارات وتزويد الطالب بخبرات تتناسب ونموه العمري والعقلي , ولا يتحقق ذلك خصوصا في مجتمعاتنا إلا بوجود إختبارات تحدد مستوى الطالب وتقيس مدى إستيعابه ودرجة تحصيله العلمي فالطالب بدون إختبار لا يستذكر دروسه ولا يحرص على المتابعة والحضور وتصيبه آفة الكسل والتأجيل , فالإختبار لغة قياس عالمية ووثيقة تضمن حق الطالب وتميز المجد وتبرز المجتهد وتكفل للمعلم نزاهته وحياديته , صحيح أنها ليست الأداة الوحيدة للقياس وأن هناك أساليب وأدوات تقويم متنوعة كمتابعة المعلم , والمشاركة في الفصل , والقيام بالتدريبات والواجبات المتعلقة بالمادة الدراسية والنشاطات المختلفة, لكنها تظل في إطار العوامل المساعدة ,وقد ثبت بالتجربة وهي خير برهان على فشل هذا النظام لعدم إتقان طلاب هذه المرحلة لكثير من المهارات الأساسية كالكتابة والقراءة , وهذا معيار للتقييم لا يختلف عليه أحد , وقد حاولت وزارة التربية والتعليم إرجاع السبب إلى عدم تطبيق نظام التقويم المستمر بصورة صحيحة في المدارس بسبب عدم فهمه سواء من قبل المعلم والمدرسة أو الطالب وولي أمره , وعدم وجود معلمين مؤهلين ومدربين يمتلكون الأساليب والأدوات لمفاهيم التقويم المستمر , إضافة إلى عدم وجود متابعة من المعلم للطالب ومتابعة المشرفين التربويين ومتابعة الوزارة ...الخ , مع أن المتابعة المستمرة هي أساس هذا النظام , ومهما كان السبب سواء كان في النظام أو في تطبيقه فهذا لا يبرر الإستمرار به لأنه سوف ينتج عن ذلك جيل ضعيف في القراءة والكتابة الصحيحة ( وقد بدا ذلك واضحا ) التي هي أساس العلوم كلها , لذا نأمل من الوزير المتنور سمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم بعد أن شرف وكلف بمنحه الثقة الملكية لتولي هذه المسئولية إعادة النظر في نظام التقويم المستمر وجعله على رأس قائمة الأولويات والتحقق من فشله والعمل على إلغاءه والعودة إلى النظام السابق التقليدي ( نظام الإختبارات ) , فهؤلاء الطلبة أمانة في أعناقنا وهم رجال الغد وعماد المستقبل فيجب أن نهيئهم لمواجهة الصعاب بالعلم وشحذ الهمم ليقودوا مسيرة البناء والنهضة الشاملة بجدارة واقتدار , والله المستعان . [email protected] فاكس 6602228 02