كثيرا ما نحلم بالنجاح على المستوى المؤسسي أو الفردي, ورغبة في تحقيقه يتم إحداث التغيير الكلي أو الجزئي, ونقصد بالتغيير الانتقال من الوضع الحالي إلى وضع أفضل, ولكن من المحزن أن عددًا من هذه الأحلام تصطدم بجدار الفشل ويعتريها الإخفاق. لكن يا ترى ما هو سبب الإخفاق بالرغم من أن عملياته أخذت الكثير من الوقت والجهد والمال! لهذا السبب أعدت الكاتبة دراسة نقدية اتضح من خلالها أن هناك عددًا من الفخاخ التي تخفى على مريدي التغيير وتعوق من عملية نجاحه من أبرزها مايلي: الرغبة في التغيير دون وجود هدف واضح ومحدد للتغيير. قد يوجد هدف واضح, لكن يخفق مريد التغيير في اختيار الأدوات والوسائل المناسبة للتغيير بما يتناسب مع الأوضاع. عدم وجود معلومات وبيانات دقيقة وصادقة يبنى عليها التغيير بجميع خطواته ابتداء من الأهداف وانتهاء بالتقويم لتعود حلقة التغيير والإصلاح من جديد. القولبة ويقصد بها تطبيق تجارب الآخرين دون مراعاة الاختلافات مثل: نوع المنظمة, نشاطاتها, ثقافتها, الإمكانات المادية والبشرية ....وغيرها للتناسب مع واقع المغير. عدم التكامل في عملية التهيئة للتغيير, إذ يتم التركيز على الجانب المادي ويغفل الجانب البشري الذي هو وقود نجاح عملية التغيير. سوء اختيار القادة ولا يقصد بهم قادة المنظمة, إنما الأفراد المناط بهم قيادة عملية التغيير. إغفال مشاركة الأكاديميين والمختصين في مجال التغيير والاستفادة منهم. النظرة التقليدية للتركيز على الجوانب النظرية أكثر من الجوانب التطبيقية التي هي أكسير نجاح التغيير . عدم مشاركة المعنيين بالتغيير وعدم نشر المعلومات الكافية لهم, مما يقلل من الحماس ويفقد روح الانتماء للتغيير. عدم دراسة تقبل الأفراد للتغيير, إذ تعد هذه الدراسة مهمة لإجراء العمليات التي تحد من مقاومة التغيير ومعرفة طرق التعامل معها. عدم إتباع الطرق العلمية للتخطيط وهذا ناتج عن عدم الإلمام بها, أو عدم الاستعانة بذوي الخبرات في هذا المجال مما ينتج عنه العشوائية في التخطيط –التخطيط للفشل-. تركيز الجهود على عملية التخطيط وإغفال عملية المتابعة التي توفر تغذيه راجعة أولية ومعالجة سريعة لثغرات عملية التنفيذ الغير محسوبة أثناء عملية التخطيط. عدم توفير أدوات مناسبة للتقييم ذات صدق وثبات؛ لاستخراج نتائج واقعية, مما يساعد على رسم خطط علاجية مناسبة وصحيحة. عدم الاستفادة من نشاطات المنظمات الخارجية المعنية بالاستشارة في المجالات المتنوعة التي تمس عملية التغيير. إخوتي القراء أقدم هذا الجهد - لوجه الله - رغبة في تقليل الوقت والجهد والتكلفة أثناء عمليات التغيير, ولإدارة التغيير بجودة عالية على المستوى المؤسسي والفردي؛ لنستطيع الوصول بأحلامنا إلى بر الأمان, ولأشارككم فرحة الاحتفال بنجاحاتكم.