وجدتك تتسكع بين حروفي وخطاياي، تعال معي عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، وعفوا تفرقوا لا يوجد للاختلاط مكان ، سنكون معا خلف الشاشات ، نتحدث عن أمور كثيرة ونبكي ونمزق الأوراق ونخنق العبرات ، هل تجتمع الأرواح الممزقة هنا ؟ هل آن الأوان لنسرق قليلا من ذكريات السنة الماضية ، أم آن أوان إحراقها للأبد ! قرروا الآن فليس للتردد مكان في رأس السنة ، تمر الأيام ، وتمضي بنا إلى نهايتنا ، جميعنا يتمنى أن يرى المستقبل ويتطلع لأحداثه الكثيرة ولا يدرك أنه سينقص من عمره ، تطلعاتنا لمستقبلنا يجب ألا تطول ، بل يجب علينا التفكير في واقعنا ومستقبلنا القريب ، لأننا قد ننشغل بمشاهدة السماء فننسى الطير والفراش ! منذ سنتين بدأت هذه السلسلة التي كانت بمجرد مقال عابر ، ولم أدرك أنها سترتبط بقلبي للأبد ، سنوات شهدنا فيها أحبة ، دفناهم ، وفارقناهم ، وبكينا عليهم ولا زلنا نشتاق لهم ، تعرفنا على أصدقاء كثر ، وبقي منهم قله ، أصدقاؤنا هم وقودنا في الحياة ، فلا حياة من غير صديق ، ومقولة وراء كل رجل عظيم امرأة خاطئة بوجهة نظري ، بل وراء كل " روح " جميلة صديق وفي ، وأعيد سؤال الزمن ، ما هي خططنا لسنتنا هذه ، ماذا عملنا في سنتنا الماضية غفر الله لنا ، نكسات نتعرض لها قد تعيقنا عن التقدم ، ولكن فلنجعل من تلك العقبات درجات لنبني سلما نحو السماء ، راجين المولى عز وجل أن لا نسقط وتُدق هممنا ! ، نراجع حساباتنا في هذه السنة ، ميزان أعمالنا ، نحرق أوراق ونحتفظ بأخرى ، كم سيكون كمٌ الرماد ! أخبروني غفر الله لكم ماذا دهاني لأمزق خطابات أرسلها لي القدر ؟ لماذا أعرض بقاياها المتناثرة بين سطور الزمن ؟ أحمق أنت يا صغيري ستأوي إلى جانب مريح تطمئن به ويزول به الغم والألم ولكنك لا تعرف طريقه بعد ، لأنك ترى العالم بروحك وليس بواقعك ! هكذا حدثتني سحابة طهر تخفي عني صفحة القمر ! ، ماذا أخبرتكم سحبكم ؟ إن لم تُخبركم بعد فترقبوا ليلة تكونون بها خجلى من أخطائكم وتقفون محدقين في السماء والنجوم داعين الله أن يغفر لكم ، منتظرين سكينة مع نسيم الليل الجميل ، وبرد الصباح اللطيف ، ويا للحنين ، في الليل باب له حارسين ، برد وسحاب ! يحيى آل زايد الالمعي