تتركز سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله في الفترة الحالية على الرفع من مستوى العملية التعليمية لإدراكه التام بالدور الذي تلعبه مخرجات التعليم في توفير تنمية شاملة للدولة, لذا يعد منصب مدير الجامعة من المناصب الهامة جدا والتي تلعب دورا قياديا وإداريا بارزا لتحقيق أهداف الدولة والمجتمع من خلال إعداد كوادر المستقبل المؤهلة تأهيلا عاليا يتناسب مع المستوى الثقافي والتكنولوجي العالمي, والذي يحمل عبأ إدارة عجلة التطوير والنهضة. لقد كان لخادم الحرمين الشريفين وقفة دعم سخية لمؤسسات التعليم العالي إبتداء من البنى التحتية وانتهاء بدعم مشاريع التطوير وتجاوز ذلك إلى دعم المبدعين أنفسهم, مما زاد العباء الملقى على عاتق صاحب هذا المنصب ليقوم بدوره في تقديم السياسات والاستراتيجيات التي تعمل على الرفع من مستوى مخرجات التعليم العالي. إن ما نحتاجه اليوم مدير ذو فكر وقاد, وقائد تحويلي يستطيع تحويل الجامعة من الدور التقليدي إلى الدور العالمي الجديد, ينقل الجامعة من عهد الركود إلى عهد الازدهار, مدير يتبنى التخطيط الاستراتيجي, له أسلوب قيادي مختلف ويفكر بطريقة مختلفة, شخص مؤثر ذو جاذبية, قادر على إشباع حاجات العاملين, داعم للتطوير والابتكار مطلّع على التجارب العالمية مستفيد من نتائج الدراسات والبحوث العلمية, ذو نظرة ثاقبة مستغل للفرص متصدي للتحديات والتهديدات ويتوج ذلك الشجاعة في اتخاذ القرارت المدروسة . ولنقف قليلا مع نموذج نلت شرف الاطلاع على جهوده في فترة سابقة مدير جامعة الملك سعود بالرياض معالي الدكتور عبدالله العثمان وليس أبلغ من أن تعيش بين جنبات الجامعة لتشهد عن قرب جهوده التي حولت الجامعة إلى بحر هائج من الحراك العلمي في مختلف المجالات, فهو يضع أنموذجا للقيادة التحويلية, التي اتبعت العديد من الاتجاهات الحديثة ولنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إدارة المعرفة وإدارة التنافس وإدارة الاستثمارات وإدارة الجودة الشاملة....وغيرها, والتي نبعت من حبه الجاد للعمل وإخلاصه مما جعل من الجامعة منبر فعال لتنافس الجامعات العالمية, ومن ثم تتوج بكونها في مقدمة التصنيفات العالمية على المستوى العربي والإسلامي . وهاهي أنظارنا اليوم تتجه إلى جامعة الخرج لتلحق بالركب, ولتقف في مقدمة التصنيفات العالمية في المستقبل القريب بإذن الله.