بسم الله الرحمن الرحيم الإنسان بين العادة والتغيير مما لاشك فيه بأن الإنسان الناجح في حياته هو الذي يسعى دائماً إلى التغيير من ذاته وتطويرها إلى الأحسن وهذا يتطلب عزيمة صادقة ورغبة جادة مع استغلال الوقت فيما يعود عليه بالنفع والفائدة . فمن أراد التغيير فعليه أن يتحرر من قيود بعض العادات غير المقبولة مثل قولهم( من شب على شي شاب عليه ) وقولهم أيضاً ( الطبع يغلب التطبع) والحقيقة أن عملية التغيير تبدأ الإنسان نفسه كما قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) والإنسان الناجح هو الذي ( يضع بصمته وتوقيع على خريطة العالم ويسجل أسمه في سجل الزمن ودفتر التاريخ وتغلب على الصعوبات ويزيل المعوقات من طريقة ) وصدق والله من قال ( من لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة ) . وهناك عوامل تساعد على التغيير منها على سبيل المثال الدعاء وطلب العون من الله تعالى في كافة الأمور كلها إذا لم يكن عون من الله للفتى= فأول ما يجني عليه اجتهاده ومن العوامل المهمة في عملية التغيير الركوب في بحر العلم والغوص في أعماقه والقطف من بعض ثماره قال الشاعر : من لم يذق طعم التعلم ساعة= تجرع كأس الجهل طول حياته وكذلك من العوامل الطموح والرغبة في الوصول إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة إذا غامرة في شرف مروم= فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير= كطعم الموت في أمر عظيم وهناك عامل آخر من عوامل التغيير من ذات الإنسان وهو تربية النفس على علو الهمة قال الشاعر : والنفس راغبة إذا رغبتها= وإذا ترد إلى قليل تقنع يقول أحد العلماء ( الطائر يطير بجناحيه والإنسان يطير بهمته ) ولعل أكثر عناصر التغيير من ذات الإنسان و أكثرها إيجابية هو كثرة القراءة والإطلاع فهي تعتبر غذاء العقل وما أجمل وما أروع تلك العبارة التي تقول ( أقروا ففي القراءة حياة والإنسان القارئ من الصعب هزيمته ) يقول عبد الدائم الكحيل من خلال موقعه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( أهم تقنيه في التغيير أن تدرك أن هذا التغيير لن يحدث إلا بأمر من الله تعالى وتأمل معي في هذه الكلمات الإلهية الرائعة ( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) فأطلب الإذن من الله تعالى في أن يهديك إلى أقصر طرق التغيير , فهو الذي خلقك وهو أعلم بما يصلحك وهو أعلم بما أستقبلك منك , وعندما تفعل ذلك ستحس بقوة عظيمة تتولد في نفسك لأن الذي تلجأ إليه هو أعظم شي على الإطلاق فأنت تستمد قوتك منه سبحانه وتعالى , فممن تخاف بعد ذلك ؟! ولله در القائل ( فالتغيير عشق مزمن صعب ممكن يرسمه الأمل ويصنعه العمل ويصقله الفشل ) والتغيير كما يقولون مثل البحر مطيع لمن يقواه جبار لمن يخشاه . يقول أحد العلماء ( هناك شيئيين يحتاجهما الإنسان لعملية التغيير : القرار الجاد والمحاور الجادة لذلك تأتي صعوبة التغيير وصعوبة التغيير ليست بحاجة إلى إمكانيات كبيرة وفرص غير عادية ومشكلة التغيير الكبيرة أن الناس إرادتها ضعيفة ) والإنسان الذي يخاف من التغيير يبقى دائما في الصف الأخير والإنسان الذي يحب أحسن التغيير يصبح في نظر وعيون الناس كبير كيف لا والتغيير يرفع النفوس فوق الرؤوس وكيف لا والتغيير يجعل من الإنسان العادي شخص قيادي . وختاماً يقول المدرب العالمي عثمان باعثمان إسرار التغيير الفعال في الإنسان خمسة أمور : 1- الغوص في الأعماق . 2- السير في الآفاق . 3- النشوة مع العشاق . 4- الوفاء بالميثاق . 5-البحث عن الرفاق . وغير طريقة تفكيرك يتغير مصيرك وطور ذاتك تنجح في حياتك . محماس بن عايض بن رسل - هيئة الدلم