تعد عملية تقويم الأداء الجهاز العصبي للمنظمة وأداة مهمة من أدوات إدارة الموارد البشرية داخلها فهي تعمل على تحليل وتقويم مستوى الموظف من حيث الأداء الوظيفي والخصائص الشخصية وعلاقات العمل. وبذلك فهي توفر أساسا موضوعيا عادلا للقرارات المتعلقة بالموظفين كقرارات الترقية أو النقل...وغيرها , والوقوف على مقدرة هؤلاء الأفراد وإمكاناتهم في أداء الأعمال المنوطه بهم, هذا بالإضافة إلى تمكنها من كشف نقاط القوة والضعف لدى الموظفين وإتاحة الفرصة للاستغلال الملائم للطاقات البشرية, علاوة على الدور الذي يقوم به تقويم الأداء الوظيفي في تقدير الاحتياجات التدريبية تقديرا واقعيا؛ لذلك ركز النظام على أهميته, وربط تحفيز الموظف بنتائجه. ولذا فهو يعتبر من الوثائق الهامة في حياة الموظفين,لأنه وسيلة من وسائل الإصلاح الوظيفي, واختيار الكفاءات المناسبة, وتحقيق العدالة بين الموظفين, وتشجيعهم ودفعهم للمزيد من البذل والعطاء عن طريق مكافأة المجدين. ومع ذلك يعتقد البعض أن تقويم الأداء داخل المنظمات هي أداة يشهرها الرئيس في وجه مرؤوسيه متى شاء, وهذا الاعتقاد نشأ نتيجة لبعض الممارسات الخاطئة, ولأن سير تقويم الأداء داخل مؤسساتنا الحكومية غالبا مايتم باتجاه واحد فقط ألا وهو الهابط ! وبنظرة متفحصة أكثر عمقا نتساءل أليس الهدف من عملية التقويم بالدرجة الأولى هو الحصول على تقويم صحيح ودقيق عن أداء جميع الموظفين باختلاف مناصبهم وأعمالهم داخل المنظمة مما يحقق أهدافها ويرفع من مستوى الأداء والكفاءة والفعالية. إذن! لماذا لا تتسع دائرة التقويم لتكون أكثر شمولا وشفافية وتنوعا وباتجاهين, فالموظف يستطيع تقييم رئيسه من خلال بطاقات مقننه سبق إعدادها تتلائم مع الوظيفة المنوطه به كما أن الرئيس يقيّم مرؤوسيه, إنّ إتاحة الفرصة للتقييم المتبادل سيساهم في حل العديد من المشاكل وسينتج عنه تدريجيا إتقان العمل من قبل الجميع واتخاذه نهج حياة وتطوير الموارد البشرية والابتعاد عن الطرق التقليدية والتفكير بطرق أكثر إبداعا لنجاح مؤسساتنا, إلاّ أن هذه الطريقة تدرج ضمن حلقات التقويم ولا يكتفى بها كمصدر وحيد. وقفة تساؤل لماذا العديد من المؤسسات الربحية تعمل على التقييم المتبادل؟! أليست المؤسسات التي ترعى الثروات الفكرية أولى بالنجاح والتميز؟! ================================================ على الهامش التقويم عملية تشمل التقييم والتقويم ,أما التقييم فيقصد به إصدار الحكم ,بينما التقويم عملية اشمل تتضمن إصدار الحكم والمعالجة, وفي المقال عندما اذكر التقويم فأريد به التقييم. وذلك التزاما بمسمى تقويم الأداء الوظيفي الوارد في نظام وزارة الخدمة المدنية.