شهر الرحمة والفضيلة شهر العبادة والخيرات تعبث به أيادٍ أبت إلا أن تضع بصماتها في رمضان ... فما أن يقترب هذا الشهر حتى تتسابق بعض القنوات الفضائية في جلب البرامج التي تحتوي على مواضيع هابطة الهدف منها فقط صرف أنظار الناس عن العبادة .. ولو لوهلة بسيطة قمتم بمتابعة بعض البرامج السوقية بدون تحديد أو ذكر أسماء لرأيتموها تتكرر وبدون أهداف كما وأن هناك اعترافات كثيرة من بعض الفنانون بأنهم مأجورين لتنفيذ هذه البرامج في رمضان خاصة، و تتسابق الإعلانات لهذه المرئيات على (( المصعد )) لتبهر أنظار الشباب بل وتتسابق دور عروض الأزياء لتظهر عروضها التي لا تتناسب أبدا هذا الوقت الفضيل ، ونلاحظ أن هذه البرامج فقط مرتبطة برمضان.. فما الهدف وراء ما يسعون إليه من هذه التصرفات الغير مسئولة ؟ العلمانيون وأصحاب المبادئ اللعينة يضعون بصماتهم سنويا في رمضان خاصة وهذا ما نلاحظه سنويا يتكرر و لا ننكر على بعض القنوات أنها تقدم بعض البرامج المفيدة والمناسبة لهذا الشهر الكريم والزائر الخفيف .. ولكن هل تقارن هذه البرامج من حيث توقيت بثها وعددها مع القنوات الأخرى؟ قال تعالى :( (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون(( سورة البقرة - آية 185 وفي اتجاه آخر يمس بيئتنا ، نرى أنه من أن يعلن عن رمضان أو قبل ذلك بأيام حتى يتهافت الناس إلى مراكز التسويق بل وتحصل أحيانا الخلافات التي قد تصل لحد مد الأيدي والتلفظ بالسوء بين بعض الناس وذلك للتسابق للشراء والوقوف بسرعة أمام المحاسب أو(( الكاشير)) كما يقولون .. وكل رب أسرة يسعى لينتهي من هذه الأعباء حتى يتسنى له التفرغ لأشغاله الخاصة ، فهل هذا هو رمضان ؟ وهل هذا ما يتطلبه الدين الحنيف من الاستعداد لرمضان بالأعمال الصالحة والتسامح وربط أواصر المحبة بين الأسرة الواحدة وبين الأسر المختلفة ... لماذا نلاحظ تغيير في سلوكيات بعض الناس إلى الناحية السلبية بشكل كبير في رمضان خاصة ؟ يجب أن يكون هناك تغيير في نمط الحياة في رمضان من حيث تهذيب النفس وترك الشهوات ومن ناحية السلوك الغذائي بل ويكون هناك تدريب للنفس على الصبر والتحمل من خلال تغيير بعض عادات النوم فيكون هناك موعدا للقيام وتناول السحور والدعاء والبقاء للفجر وصلاتها حاضرا بل وهناك تغير ايجابي للنفس بموعد الدوام بالنسبة للوظائف الحكومية حيث أن الموظفين ينالون قسطاً من الراحة بعد الفجر قبل ذهابهم لأعمالهم وهناك تغيير في حركة الناس بشكل عام وعلى الرغم من هذه التغييرات الرائعة والايجابية في رمضان إلا إن بعض الناس يصرون على ترجمتها للناحية السلبية ...ومن هنا أتساءل أين الروحانية ؟ وأين يجد الأجر من يبتغيه ؟ وإلى متى هذه العشوائية بالتعامل مع هذا الزائر ؟