أطل على القراء الأعزاء عبر صحيفة الخرج اليوم مقدماً الشكر الجزيل لإدارتها والقائمين عليها، وسيكون حديثي في هذه المشاركة حول موضوع مهم في حياتنا وفي تعاملنا مع المراهق أو المراهقة ممن هم حولنا وقد يتناسب مع بداية فترة الإجازة الصيفية . حيث يشتكي كثير من الآباء والأمهات أو المربين في المؤسسات التعليمية من مشاكل التعامل مع المراهق أو المراهقة ، وما يحدث في هذه الفترة من التغيرات النفسية والانفعالية للمراهق، دون أن ندرك أو نعرف سبب هذه المشكلة وسبب هذه الشكوى فالكثير منا يلقى باللائمة على المراهق بصفته المسئول الأول عن المشكلة دون أن نتعرف على السبب الحقيقي لما يحدث ، ودون أن نسال أنفسنا أصلاً لماذا تتغير طباع المراهق في هذه الفترة بالذات؟ إن الحديث عن هذه الفترة وعن خصائصها وما يحدث فيها حديث يطول ، وهو أمر قد لا يخفى على الكثير منا ، ولكني هنا أشير فقط إلى جزئية مهمة في الموضوع لو تم إدراكها لزال كثير من الإشكال، وهو من المسئول عن تلك المشكلات التي تحدث للمراهق أو المراهقة ؟ وهل المراهق هو من يتحمل المسؤولية كاملة ؟ والحقيقة أن المراهق لا يتحمل إلا جزءاً بسيطاً من المسؤولية ، ونتحمل نحن الجزء الأكبر في كثير من المشكلات التي تحدث للمراهق . إن المراهق يمر بفترة حرجة من عمره تتطلب معاملة ذات بعد خاص نفسي وتربوي وجسدي وهو لا يتحمل عبء ما يحدث له من تغيرات جسدية أو نفسية أو انفعالية ، فلو سألنا أنفسنا كيف نتحمل نحن المسؤولية ؟ إن جهلنا بخصائص هذه المرحلة هو السبب الحقيقي للمشكلة ،وإن جهلنا بطريقة التعامل مع المراهق في تلك المرحلة هي سبب أيضاً، فكأني بلسان حال المراهق يقول إذا لم تستطع أن تعاملني بما تتطلبه مرحلة المراهقة فاتركني... إن ما يحدث للأسف من مشكلات هو نابع من جهلنا وعدم فهمنا لخصائص تلك المرحلة فلو أدركنا مثلاً أن من خصائصها سرعة تقلب المزاج وسرعة ردة الفعل لكانت صدورنا رحبة وواسعة لتلك الانفعالات ، ولو أدركنا حاجة المراهق والمراهقة للنوم في تلك المرحلة من العمر لالتمسنا العذر لهم وتم مراعاة ذلك في التعامل معهم .. وغيره كثير. ونخلص من ذلك أننا نحن المربون في البيوت من أمهات وآباء وفي المؤسسات التعليمة من معلمين ومعلمات نتحمل الجزء الأكبر مما يحدث من مشكلات في التعامل مع المراهق أو المراهقة وذلك بجهلنا وعدم مراعاتنا لحاجات تلك المرحلة أو التعامل معها بطريقة مغايره لخصائصها ، وقس على ذلك بقية مراحل النمو في حياة الإنسان وما تتطلبه كل مرحلة . وختاماً أسأل الله عز وجل أن يأخذ بيدنا للسير بأبنائنا وبناتنا إلى بر الأمان وأن نكون عوناً لهم على تجاوز كل المشكلات التي تعتريهم . وأعتذر للإطالة فهد حماد التميمي