أنا أم لابن في المرحلة المتوسطة عمره (15) سنة؛ ابني كان ما قبل المتوسطة أموره مستقرة ويحصل على درجات جيدة ويحب الجلوس معنا، وبمجرد وصوله مرحلة البلوغ في الصف الثاني المتوسط تغيرت كثير من تصرفاته معنا (أنا ووالده) مع العلم أننا لم نتغير معه، وصرح لنا في الفترة الأخيرة عن رغبته في ترك المدرسة والبحث عن وظيفة قائلاً: إنه يبحث عن الاستقلال عنا من حيث البيت والمال. الإجابة: على ضوء ما ورد من معلومات ننصح الأم والأب باقتراح برنامج طويل الأمد متدرج يبدأ من اليوم لإيجاد جو من الألفة والمحبة مع الابن من خلال قراءة حاجاته، خصائصه ورغباته المتنوعة والمختلفة؛ فغالباً ما يكون التهديد بترك المدرسة ناتج عن عَرَض لسبب رئيسي يمكن بإذن الله قراءته من سلوك الابن وتصرفاته ومن خلال الإصغاء له والذي يحتاج بداية إلى إيجاد المحبة والألفة التي يبدو أنها مفقودة حالياً. فكثيرا ما وجدت في الشباب من يرغب بترك الدراسة والبحث عن تطبيق شيء آخر، إما بسبب أساليب قاصرة في تطبيق قوانين نتفق أنها هامة في حياة الشباب ولكنها تحتاج إلى إعادة النظرة في طريقة التطبيق ، وتارة يكون السبب البحث عن حاجة قد تكون سيارة، جوال،... ليظهر ذلك الشاب من خلال تلك الأمور تميزه أو مساواته بقرنائه ممن يملكون ذلك، وهذا قد يكون محاطا بتخوف الأهل من توفير ما يطلب، وهو حق مشروع إذ هو ناتج عن تخوف من سلبيات وانحرافات قد تلحق بابنهم. كما أنه كثير الآباء والأمهات لا يدرك أن تلك الطفولة البريئة الموجودة في المرحلة الابتدائية يتحول فيها الابن بمجرد دخوله مرحلة المراهقة إلى كائن غريب وكأنه من كوكب آخر والحقيقة أنهم لا يدركون الكثير من صفات وخصائص هذه المرحلة التي يعيشها ابنهم وأنه يقول لهم بطريقة أو بأخرى أنا هنا أنا موجود، أنا حر، أريد أن أحقق ذاتي، كفاكم سيطرة لم أعد صغيراً. فهمنا لأبنائنا وإدراكنا لخصائص المرحلة العمرية التي يعيشها أبنائنا مع وجود جو من الألفة والمحبة له أثر كبيرا جدا على مسيرتهم وحياتهم ويحل كثير من مشاكلنا.