أينما يممت وجهك شاهدت ( هوساً ) أصاب الشباب ( من الجنسين ) تولعاً وحباً جنونياً للمباريات وملاحقة أخبار اللاعبين حتى أن البعض منهم لديه في ذاكرته ( أرشيف ) لتواريخ المباريات وأسماء اللاعبين ورؤساء الأندية والملاعب و(حفريات) الأندية وأعمدة انارتها ! بل الأكثر عجباً من هذا تولع النساء بالمباريات والبعض منهن أمهات بل جدات فأصبح الهوس عدوى انتشرت بين فئات المجتمع حتى صغار السن يحفظون ( قوائم ) من الأسماء وأرقامهم وطرق اللعب الاحترافي وكيفية المراوغة حتى مع الوالدين ! جنون الكرة استفحل أمره وعظم خطره ؛ فقد أخفى معالم الكثير من الشخصيات فتُقمصت شخصية اللاعب الفلاني ، أبرز أنواع العقوق للوالدين ، تأخر الصلوات ، نزول بعض الأشخاص إلى تحت خط الانحطاط الأخلاقي ، الإهمال في أمور الحياة والتقصير في أداء الواجبات بالإضافة إلى ما يسبق ويعقب المباريات ومظاهر ( المجازفة ) بالحياة كتعبير عن فرحة الشخص بفوز ناديه ! أي مسمى يمكن أن يطلق على تلك العقول ؟! عقول صغيرة ! عقول ممسوخة ! عقول لا تعي ! أم كما يقول أهل شرق آسيا ( مخ ما فيه ) !! أمٌ طلبت من ابنها أن يذهب بها لموعدها في المستشفى في يوم اللقاء الكبير ، اللقاء الهام ، اللقاء الذي نسمع عنه أن ( نزال ، مواجهة ، موقعة .... ) فقال لها : ( ما لقيت إلا اليوم دبري لك أحد غيري ) ثم خرج وآخر قال لأهله ( لو يطلع أبوي من قبره لا أحد يقطع علي المباراة ) وآخر أغلق عليه باب الغرفة وحذر أهل بيته أنه إن سمع ازعاجاً ( سيعجن ) أهل البيت كلهم وآخر رفع صوت التلفاز ليسمع أهل الحارة ما يدور في الملعب ..... الخ ! حقيقة أشياء مؤسفة ويندى لها الجبين أن يشتغل الذكور والإناث بهذه ( المهازل ) التي يعاني منها من ليس له في متابعة الكرة وأن يشارك الإعلام بدور ( يشعل ) في النفوس هذا الجنون ويتعامل مع التصريحات بطريقة ( شعللها ) ويعظم الأمور ويكبر الصغير ويكيل المدح لهذا ويشتم ذاك وبعض العقول تتعامل مع هذا وكأنها تريد الثأر و( تفريغ لشحنات ) الغضب والكراهية بطرق مؤسفة مؤلمة وكأننا في ( ..... ) . أما النساء مع هذه المهازل فقصص أخرى ووقائع محزنة وخصوصاً ما يحصل في المدارس والكليات ففي يوم ( النزال ) تجد الألوان على ملابسهن والتحدي بينهن والكلام الفاسد الذي يحصل ( لتعلقهن ) الشديد باللاعبين بالمناسبة تأملوا كلمة لاعب ولو أن طاولاتهن تتحدث لصرخت من هول ما يكتب عليها من شعارات وكلمات ( قذرة ) وعبارات ( ماجنة ) وزد على هذا ما يحصل منهن في التعبير عن ( عشقهن وهيامهن وغرامهن ) باللاعب ( المراوغ ) واللاعب ( الفنان ) واللاعب ( صاحب القوام الممشوق ) واللاعب ( صاحب الشعر ال .... ) !! هذا الجنون مصدره جنون أعلى إما الأب أو الأم أو أنهما قد رضيا بهذه ( المهازل ) أن تكون في منزلهما حتى يقع مستقبلاً ما لا تحمد عقباه . ومن الجوانب السلبية لهذا الأمر جنون ( العظمة ) لدى بعض الشباب ( المنجرف ) المولع بحب الكرة وأصحابها حيث يهدد ويتوعد ( لو تشجع أختي كسرت رأسها ) أتعلمون لماذا ؟! من وجهة نظري لأنه يعلم أن هذا ( خطأ ) أو قد يجر لمفسده ولأن هناك البعض أقول البعض قد ارتبطت هذه الفكرة في عقله لتجربة ( فاسدة ) نشأت بينه وبين ( مولعة ) بالكرة فربط هذا بذاااك .. ربما ! أما عنوان المقال فهو يا أخوة صرخة أم ، تضجر أب ، تذمر زوجة ، حسرة أبناء من تقصير مَن مِن المفترض أن يقوم بواجبه ولكن لأن ( حضرة ) النقل المباشر يفرض أن يتخلى المشاهد / ة عن كل واجباته ويبقى ( مسمراً ) نظره على الشاشة ويده على هاتفه النقال ليتابع آخر الأخبار الرياضية برسائل قصيرة كانت من المفترض أن تذهب ( لإطعام ) أهل بيته أو كسوتهم أو ( صدقة ) تنفعه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .... وقليل من العقلانية يا ( عشاق المستديرة ) .