لقد مر طب الفم والأسنان بعصور تناولته أيدي الدجالين والمرتزقة بعيداً عن أي روح علمية وكانت أعراض الفم والأسنان تعالج على أيدي الحلاقين أو المتمرنين دون أي حساب للعواقب المترتبة سواء على الصحة العامة أو صحة الأسنان بشكل خاص . وما يجدر ذكره الإعجاز العلمي في القرآن الكريم قال الله تعالى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) لكن من المؤسف إن أكثر الناس لا يتفكرون في هذه الأسنان وفي خلقها من عجائب . إن في تركيب وترتيب الأسنان من أوجة الإعجاز ما تقنع أي إنسان عاقل مهما بلغ مستوى تعليمه بأنه لا يمكن أن تكون قد صنعت إلا من قبل صانع لا حدود لعلمه وقدرته ولكي أبرر وجه الإعجاز أقول لو كلفنا لجنة من ألمع أطباء الأسنان في العالم أن يعملوا على إيجاد تصميم غير التصميم الحالي ما استطاعوا إليه سبيلا وسوف تفشل وظيفته في الموقع والشكل (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين) سورة لقمان إن كثيرا من أفراد المجتمع ينظرون إلى الموضوع نظرة المستخف والمستهين والجدير بذكره كم عدد الحالات المؤسفة التي تراجعنا يوميا تسببت عن إهمال واستهتار صاحبها وكان من الممكن تجنبها بشيء من الحكمة والحذر الجدير بالذكر أن هذه الأعضاء النبيلة في الفم من أسنان ولثة لا تختلف عن أي عضو أخر في جسم الإنسان فهي تحتوي على أوعية دموية وأعصاب ، وأقول على سبيل المثال أن عملية قلع السن هي عملية جراحية تحتاج لكل شروط العمل الجراحي لأي عضو آخر في الجسم من تعقيم وتخدير. التعقيم : يعتبر التعقيم في عيادة طبيب الأسنان من أهم الأمور وأكرم الأشياء التي يقدمها الطبيب لمريضه وطبيب الأسنان هو الذي يدرك أهمية التعقيم وعليه أن يتق الله في مرضاه وأن يكون حريصاً على إجراء معالجاته بأدوات معقمة ونظيفة . التأثيرات : التأثير على الأنف والأذن والحنجرة: حالة سريرية/ راجعنا المريض ( س.م ) وهو يعاني من انتفاخ في قاعدة الأنف وعدم الاستطاعة على التنفس من فتحة الأنف اليمنى. بعد إجراء الأشعة بين وجود جسم أجنبي وهو سن زائد دخل الأنف نتيجة حادث حصل في سن الصغر لدى المريض، بعد إجراء الجراحة اللازمة ، عادت الأمور جيدة للمريض . سن العقل : إنطماره يؤدي لمشاكل كثيرة كانتفاخ في العقد اللمفاوية وألم في الأذن التأثير على أمراض العين : نذكر لكم حالة خراج على جذر الناب العلوي تطورت الحالة إلى تشويش في الرؤية والتهاب الأعصاب البصرية ،بعد قلع الناب توقفت الالتهابات وشفيت المريضة. مرض السكري: إن النوع الثاني من مرض السكري مرتبط ارتباط وثيق أمراض اللثة والنسج المحيطة بالأسنان وذلك من خلال التأثير السلبي للبكتيريا التي تنتقل من النسج المريضة إلى خلايا البنكرياس المنتجة لهرمون الأنسولين. ولا ننسى علاقة البكتريا اللثوية بالتهاب شفاف القلب والتهاب بطانة الأوعية وتصنيف لمعة الشرايين أيضا من المذهل تحسن بعض أوجاع المفاصل بعد علاج أمراض اللثة أو خلع أسنان مريضة بالفم ونذكر أيضا أن فقد الأسنان له تأثير سلبي على عملية الهضم السليمة إذ بدون أسنان بحالة جيدة سوف تكون عملية المضغ ناقصة وهذا سوف يسبب أمراض الجهاز الهضمي. الخاتمة: قد يطول الموضوع أو يقصر ولكن هو مقال أحببت أن أضعها بين يدي من يهمه الأمر وأحتسب الأجر عند الله. دكتور / عبد المعين محمود الرحال طب عام أسنان