استوقفني في يوم من الأيام موقفا معبرا يغني في تأثيره على القلب عن كثير من الكلمات والمحاضرات ... كنت في مغسلة لتجهيز الموتى بعد ظهر ذلك اليوم فأدخلوا علينا جثمان شاب متوفي عمره 25سنه يعمل مدرسا قالوا أهله عنه أنه صلى الفجر في المسجد ثم عاد الى غرفته ونام ثم وجدوه في الضحى قد فارق الحياة وكان مع أهله ليلة البارحة يسامرهم ويحدثهم وهو في أحسن حال ... وضع الجثمان على سرير التغسيل وقد سجي ببطانية تم كشفها عن وجهه فنظرت إليه فإذا به شاب في مقتبل العمر كان يحلم بعمر طويل ومستقبل مديد كان يخطط ويريد كما هو حال أي شاب مثله في هذه الحياة لكن فاجأه الأجل وأصبح الآن ممدودا على السرير حتى فنيلته الداخلية لازالت عليه لم ينزعها منه أحد ... حتى قام المغسل بقصها بالمقص ثم قام بعد ذلك بتجريده من ملابسه كلها ليتم تجهيزه في الكفن والصلاة عليه ثم ودعه أبوه وداعا" حارا" ودموع الفراق تنهمر من عيونه وودعه اخوانه وجماعته وهناك ليس ببعيد أم مكلومة بفراقه . إيه ... أين نحن من هذه المشاهد المؤثرة والمواقف المعبرة هل كان هذا الشاب يوم أن وضع رأسه على وسادته يعلم أن هذه هي النومة الأخيرة ؟ هل كان يعلم هذا الشاب يوم أن كان يسامر أهله ويتحدث إليهم في تلك الليلة ليلة الخميس أنه في الليلة الأخرى سيبقى وحيدا فريدا في قبره مرهون بعمله ؟ هل كان يعلم يوم أن لبس فنيلته الداخية أنه سينزعها هو أم سيقصها المغسل في مغسلة تجهيز الموتى ؟ هذا الشاب طوى الموت صفحته وصلينا عليه وهو يذكر ويدعى له بالخير لكن ماذا عني وعنك ياأخي الكريم وياأختي الكريمه إذا كان الأجل قد تركني وتركك في ذلك اليوم وذهب الى ذلك الشاب فإنه لامحالة في يوم من الأيام سيترك كثيرا" من الناس ويأتي الي أو اليك . فدعوة صادقة ورسالةعاجلة الى جميع أحبابي بالتوبة الى الله من المعاصي والخطيئات والفرار الى الله والعودة اليه بالسعي في الأعمال الصالحة والتزود من الطاعات بإيمان صادق قبل حلول الأجل . { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } محبكم سعيد بن زيد الشهراني ادارة التربية والتعليم للبنات بالخرج