عزمت على السفر إلى دولة عربية شقيقة بهدف تغيير الجو وفعلاً أنهيت حجوزاتي وذهبت للمطار ودخلت الطيارة وجلست على الكرسي الخاص بي وقمت بملاحظة العديد من الأمور فمثلاً بدأ المسافرون يضعون أغراضهم هنا وهناك دون شعور بالمسؤولية لأن كل مسافر له مكان مخصص لما معه من أغراض خفيفة ورأيت البعض أدخل معه العديد من الشنط إلى الطيارة والبعض ممن أبقوا على أجهزة الجوال واللاب توب مفتوحة مع أنّهم قرؤوا التعليمات وشاهدناها على شاشة كبيرة وأبلغنا بها الملاحون على الطائرة ولا حياة لمن تنادي ، المهم : ونحن بالجو بين السماء والأرض كنت أكلم نفسي وأقول في سرّي لماذا نحتاج إلى تأشيرات للدخول إلى الأراضي العربية ولماذا يوجد حدود وأسلاك شائكة بين الدول العربية من الأساس ، لا أريد التطرّق إلى السياسة أو أن أكون متفلسفاً ، ولكننا عرب وأرضنا كلها عربية ولا أرى ضرورة للحصول على التأشيرات ولا ضرورة لترسيم الحدود وخلافه ، طبعاً هذا غير موجود على الواقع إنما هو حلم من أحلامي الكثيرة التي أتمنى أن تتحقق ونصبح ندخل ونخرج بين الأراضي العربية بكل راحة وسعادة ، وهبطت أخيراً بنا الطائرة بالمطار وكان يجب على الجميع الإنتظار والصبر لحين وقوف الطائرة بمكانها المخصص لكن للأسف فور هبوط الطائرة بدأ الجميع بالوقوف وتنزيل الأمتعة من المكان المخصص لها وفتح أجهزة الجوال والتدافع وعدم إحترام وجود النساء والأطفال والشيوخ للأسف كل يرغب بسرعة الخروج وخرجنا من الطائرة ودخلنا للمطار وكانت الزحمة والعياذ بالله وإنتهينا من الإجراءات وخرجت لآخذ تاكسي وانهال عليّ سائقوا التاكسي إلى أن اتصلت بأحد الأقارب وحظر ليقلني إلى منزله ، وباليوم التالي ذهبنا للتسوق وواجهنا مشكلة بالبحث عن موقف للسيارة ونادراً ما ستجد موقفاً لسياراتك بشكل نظامي إنّما المواقف الأخرى موجودة وبكثرة والعاملون بتوفير المواقف بالطرق والساحات كثيرون لتأدية هذه الوظيفة ، ورأيت التسوّل بشكل رهيب وبالعديد من الأشكال ، ورأيت العديد من شبابنا وشباب بعض الدول العربية الأخرى يقوموا بتصرّفات سيّئة وخجلت من نفسي ومن تصرفاتهم لأنّهم تناسوا أنّهم يمثلون بلدانهم ويا أسفاه ، وشعرت بالغربة والشوق لأرض المملكة الغالية وصرت أعد الأيام والليالي للعودة مسرعا ، ودعوت الله سبحانه وتعالى لأن يلهمنا الصبر وتكاتف الأيدي العربية جميعها لنكون دولة واحدة يكون منهجها القرآن والسنة . كتبت هذا الكلام كله من إحدى الدول العربية التي سافرت إليها وأسأل الله العلي العظيم التوفيق والسعادة للجميع . والله الموفق ... عبدالقادر بن محمّد الفهّاد مدير إدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية مؤسسة الشتاء والصيف للتجارة والمقاولات