((الصراع مع البشت )) هذا العنوان جاء من أحد الذين كتبوا في الردود على مقالي بعنوان الصراع مع النفس كتبه في اعتقادي مداعباً لما رأى الصورة بالبشت ، وكتب غيره أيضا حول هذا الموضوع من ناقد ومؤيداً ، في حقيقة الأمر كشفت لي بعض الردود بعضاً من ثقافةٍ يحملها بعض الناس في لبس البشت ومعانيه فأحببت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع . فأقول : أيه الكرام : يُعد البشت أو المشلح -عند بعض الناس- رمزاً من رموز الرفعة والمكانة (والترزز) الذي يشعره بوجوده وتميزه عن غيره من الناس . فيشعر بعد لبس هذا الكساء أنه أصبح رجلاً أخر حتى لو لم يكن شيئاً يُذكر ، وهذا الشعور نابع من النقص الذي يتحسسه بداخله فيسابق مشاعره نحو القمة في ظنه بهذا البشت فيحرص عليه في كل مناسبة يُدعى لها رسمية كانت أو عادية ليُصدر المجلس وليُعطى راية الحديث قبل غيره .(وهذا الشعور في نوعية قليلة من الناس وليسوا على سواء) ولذلك يفهمون نفس الفهم في كل من رأوه لبساً بشتاً .- من باب ( كلا يرى الناس بعين طبعه- ) والحقيقة أن ليس كل من لبس البشت أراد ذلك .. لأن لبس البشت ليس إلا زينة من الزينات يتزين بها الرجال في مناسباتهم ولقاءاتهم ، وعادة من العادات أعتاد الناس على رؤيته على خطيب الجمعة وبعض الراشدين وكبار السن في الأعياد والزواجات وبعض المسؤلين في المناسبات العامة . فمن لبسه زينة ولم يسعى لرفعة مكانه ولا (تهايط ) فالأمر بذلك واسع والمكان والزمان والحال يحدد ذلك . ومن أراد بهذا البشت تقرير شيء في نفوس الناس أو ليحتفى به ويكرم ويقدر فلن يجد من ذلك إلا شيئاً يسيراً ممن لا يفقه ولا يميز الناس ومعادنهم . أضف على ذلك الفهم القاصر عند بعض الناس في ذلك في تمييزهم لطالب العلم أو العالم ، ( فليس كل من لبس بشتا ) وهو ملتحي يصبح طالب علم أو عالم وليس كل صاحب صوت حسن أو واعظ مؤثر أو قارئ أو خطيب جمعه أو إمام مسجد ، بلبسه هذا البشت أصبح مفتياً وشيخاً يستفتى في كل صغيرة وكبيرة فبعض الناس لا يميز في ذلك إلا بالمظاهر وهذا فهم قاصر .. فالبشت ليس إلا مظهراً من مظاهر التجمل لا أكثر من ذلك ولا أقل كالشماغ ولبس العقال . وحتى لا تضيق صدور بعض الأخوة به غيرت الصورة التي جاءت عفوية وغير مقصودة ليلتفت إلى المقال لا إلى صاحب المقال . ودمتم بود .. كتبه محمد بن فرحان العنزي