التنوع الفكري والتباين في الرؤى والاختلاف في الأمزجة والمعتقدات طبيعة بشرية وواقع مشاهد بل إن هذا التنوع والاختلاف نحتاجه كثيراً خصوصاً حين يغلف الحوار والنقاش بمبدأ مهذب مفاده ( الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ) بيد أن ما يثير العجب ويؤلم القلب ما تضج به ( خرجنا ) من الأفكار السلبية و ( الألسن ) الهمجة التي وللأسف كثر ظهورها في الآونة الأخيرة بشكل لافت ؛ فأصبحت تبث سمومها وتنهش في الأعراض كيفما تريد وحسبما تشتهيه ! كثر النيل من الأعراض وتقاذف الاتهامات وصبها على رؤوس المظلومين صباً مؤلماً مستخفين بأسماء مستعارة ومتناسين أن من هيأ لهم النيل من هذا وذاك بنعم وهبها الكريم لهم قادر على حرمانهم منها ! أصبحت ساحات الخرج الالكترونية ومجالسها معقلاً للشائعات وتناقل الكذب والافتراء معتمدين على وكالة ( يقولون ) الشهيرة بأن أغلب أخبارها كاذبة ملفقة فتنقل المجالس ما تناقلت المنتديات وكم من مصيبة وقعت ومشكلة ظهرت وظاهرة تفشت وعلاقات فسدت والسبب ( الوكالة ) ! أصبح الطابع الغالب على أكثر شخصيات الخرج النظر الانتقادي ؛ فكل ينظر لعيوب غيره ويفندها بل إن هناك من حين تتحدث معه تجده لا يصغي لحديثك بقدر ما هو ينظر إليك متأملاً منتقداً ! وحين يكون الكلام واقعياً تجده يلوذ منك كما يلوذ ( الثعلب ) في أحاديث انتقادية لكلامك أو على نقطة بسيطة وبسيطة جداً لا تؤثر في الموضوع تهرباً من الحدث بأسلوب ( أرعن ) لا يعكس المستوى الثقافي الذي يعيشه شخص مثله . قد يقول قائل هذا في كل مكان وليس في الخرج فقط أقول هذا صحيح ولكن بنظرة سريعة لما حولنا نشاهد أننا أصبحنا نعيش في وسط يراقب الحركات والسكنات ويتابع الهفوات والسقطات وليس أدل على هذا من اختبار بسيط كم من الأفكار والتتبعات أتت في نفسك وأنت تقرأ هذا المقال مجتمعنا أصبح يعاني من تضخم الأفكار السلبية التي إن لم تعالج أدت إلى كارثة قد يصل مداها لأبعد مما نتخيل وأصبحت عدوى يستشري شرها في مساحات فكرية شاسعة ! لستُ كاملة ولم أنشأ في بيئة لا تخطئ فكلنا ذو خطأ ولكن الجميل أن نتعلم من أخطاء الآخرين ونترفع عن سلبياتهم وكما نحب أن يعاملنا الغير باحترام لنحترمهم ونحترم خصوصياتهم ونتجنب الخوض فيما ليس لنا حتى لا يخاض فيما هو لنا ومن رضي للآخرين بما هو سيء ناله ما هو أسوأ ! يا أهل الخرج من كتبت هذه الحروف هي منكم أبدأ بنفسي وأقدم لكم ما أتمناه لنفسي فلنكن كما يجب وكما ينبغي ؛ لنبتعد عن المهاترات والدخول في النقاشات الحادة والتوتر ( الحرفي ) الذي لاحظت أن الكثير من خلال المواقع الخاصة بالخرج والتي أدرج بعضها محرك البحث على صفحتي قد امتلأت بالتراشق وكيل الاتهامات والخروج عن الموضوع للنيل من الشخص نفسه ولنعلم أن هذه المواقع هي من تعكس واقع الخرج والمستوى الفكري الذي عليه أفراده فأنتم يا أعضاء مواقع الخرج الالكترونية سفراؤنا ومرآة تعكس ( خرجنا ) فكونوا خلف الشاشة كما تحبون أن يكون الغير معكم وجهاً لوجه . متمنية أن أكون ضيفة خفيفة كل أسبوع مقبولة الحروف مصيبة الهدف موصلة ( شيئاً ما ) زار فكري أو اتكأ في صدري أو هماً أشارك غيري ليصل لأبعد مدى فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والعذر كل العذر لذائقتكم إن لم ترتقِ حروفي إليها !