بسرعة , بسرعة , أسرع , أخلص بسرعة (صاروخ), لقد برمجنا أبنائنا مع الأسف على السرعة في كل شيء نطلبه منهم . حتى أصبحت السرعة شعارناً وسلوكاً لمعظم شباب هذا اليوم بل و حتى بعض كبار السن , فعندما يذهب الشباب إلى مشوار ما ، يذهب بسرعة ويعود بسرعة بل إن ولي الأمر عند ما يطلب من إبنه القيام بعمل ما فيقول له (أخلص بسرعة.)،فالجميع يشاهد معي عندما يحين وقت الصلاة تجد البعض يذهب يصلي مع الإمام ( السريع ) لكي يخرج ( بسرعة) من المسجد وعند ما نذهب لشراء الخبز أو حتى شراء وجبه من المطعم فنقول بسرعة وبسرعة.بل الجميع يذهب إلى المدرسة أو إلى العمل. في أوقات مختلفه . لكن مع الخروج نشاهد الجميع يخرج بسرعة حتى أن معظم طلابنا لا يدرك الأضرار التي تلحق به عندما يخرج بسرعة من الفصل وينزل من الدرج بسرعة. بل لقد شاهدت طلاب في الصف الأول وهم في المدرسة يفكرون في الطلعة والخروج من المدرسة بسرعة أخي المواطن تأمل مع هذا المنظر عندما تقف جميعاً مع الإشارة الحمراء الكل يفكر متى تضيء خضراء ليتطلق في السباق بسرعة مع االسيارات الأخرى، بل إن ثقافة الدوار وألأفضلية ليست موجودة لدى البعض ،حتى في السفر من أجل المتعة والترفيه عن النفس نفسده بالسرعة. فتأمل معي أخي ا لموطن عندما تذهب الرياض وتشاهد اللوحات التي تحدد السرعة وربط حزام ألأمان لقائد المركبة ( 120كم ) نجد أن البعض يتجاهل هذا الرقم وينجاوره لكي يصل إلى مشواره بسرعة بل ولا يربط حزام الأمان. بسبب السرعة أصبحت المملكة العربية السعودية من أكثر بلاد الدنيا حوادث ووفيات . ( أخي المواطن أن تصل سالما خير من أن لا تصل أو تصل متكسراً..) ألا يدرك هؤلاء المسرعين أن الطريق ليس ملك لهم وحدهم بل الجميع شركاء في هذا الطريق. (الصاروخ) عندما تسرع أخي الشباب فإنك تلحق الضرر بنفسك أولاً ومن معك ومن يجاورك في الطريق.اخي الشاب إن السيارة التي تقودها كلفت الكثير من المال والوقت لكنك بسرعتك تحطم نفسك وسيارتك معا . لقد أصبحت المستشفيات تعج بضحايا ( السرعة ) كبارا و صغار ,وتنوعت الأصابات يسبب السرعة فهناك المكسور وهناك المشلول .. إلخ .. والسبب ماذا؟ ج( السرعة. ) ألهذه الدرجة أصبحت الحياة رخيصة لدى البعض . وخصوصا المستهترين (المسرعين ) لقد أعتنى ألأسلام بنا جميعاً وحثنا على الهدوء وضبط والنفس ولا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة . قال تعالى (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) سورة البقرة 159. (ولقد قال صلى الله عليه وسلم للصحابي أشج بن عبدالقيس فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله الحلم وألأنأة) فالرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن السرعة شعارة في يوم ما بل حث على ضبط النفس , (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ليس الشديد بالصرعة ،إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ). فيجب علينا كمسلمين وواجهة للإسلام في هذا العالم. أن نلتزم بديننا ألاسلامي في كل شيء من أمور حياتنا ,وأن نبتعد كل البعد عن السرعة لأن العجلة من الشيطان .فعلينا أن نزرع في أبنائنا الهدوء ضبط النفس منذ الصغر، ونبرمجهم على ذلك . فالقيادة فن وذوق وأخلاق . اخوكم عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز الفواز