بينما أنا واقف عند إشارة المرور فإذا به يضرب النافذة متوسلاً وراجياً ويرق قلبي وأهم لإخراج بضعة دراهم فأمسك وأقول وما أدراني لعله كاذب..! أدخل المسجد لأداء الصلاة ويقف أمامي آخر يشتكي من ضعف حاله وتفاقم مسئولياته وعدم قدرته على التحمل ثم يمشي بوجه مكسور ويجلس وهو يلج بالدعاء بشكل عام وبين معرض ومتعاطف وطالب أجر في الآخرة وأمر ويدي تأمرني بالإنفاق ثم أمسك وأقول لعله كاذب ..! هناك من هو أحوج ...؟! أدخل السوق وأجدهم في كل مكان حتى ظننت أن الجميع لا يجد ما يكفيه وأجلس في عملي ويدخل علي في اليوم واحد أو اثنين أو أكثر ويبادرون بالدعاء بالبركة والرزق وما يحضرهم من الدعاء ويرق قلبي ثم أمسك ! ذات مساء سألت أحدهم لماذا لا تذهب إلى الجمعية الخيرية فهم أهل لذلك وسوف يعفونك عن كل هذا! لكن لا إجابة، وأدبر راحلاً ولا يحمل أي تعبير؟ هل هو ساخط على الجمعية؟ أم أدرك أنه لا يستحق؟ أم هل يظن أني لم آتيه بجديد وقد خذلته ؟ أم أنه فرح بهذا الخبر وأسرع ليحجز مكانه هناك ! أخشى من الاحتمال الأخير بت لا أعرف المحتاج من المحتال ولا أفرق بين الفقير والحقير وقد سمعنا حتى شبعنا عن العصابات المتخصصة في التسول مما يجعلني ممن يمسكون، ولكن بعد هذا الإمساك أين سأنفق.. الجواب بطبيعة الحال الجمعية الخيرية ولكن هذه الجمعية كيف أصل إليها ربما أقول غداً وأنسى وغيري وغيره.. لذلك أظن أن الجمعية تحتاج إلى تفعيل أكثر .. وتحتاج إلى إعلان وتنشيط ومنافذ لكي تكون في كل مكان وقريبة من كل محتاج وكل منفق بشكل رسمي وواضح وبدون أي تشكيك. لكي يسلم ذلك الفقير المحتاج من الحقير المحتال فلو يعلم هذا المحتال أنه سيتسبب في حرمان من هو أحوج منه إلى النفقة وأنه قبل هذا محتال..فهل سيكف عن هذا ؟ الله أعلم ولكن يجب أن يعلم. شكرا لكم عبدالرحمن بن محمد الحيزان