بعد أن ينتهي العام الدراسي سينتقل بعض الطلاب من مرحلة إلى مرحلة جديدة فمنهم من سيكمل المرحلة الثانوية ومن ثم سيواجه عقبات التسجيل في الجامعات أو الكليات إلى أن يكتب له القبول ومنهم من سيسعى جاهداً للحصول على بعثة تعليمية خارج المملكة ومنهم من لا يرغب في إكمال الدراسة وسيسعى للحصول على وظيفة في القطاع الحكومي (المدني أو العسكري) وأخيراً منهم من ستُغلق أمامه جميع الأبواب بعد جهد وكافح ولن يُكتب له النصيب في إكمال دراسته الجامعية أو الحصول على وظيفة حكومية أو بعثة تعليمية. لاشك أن بقاء أي شاب من دون عمل بعد أن بذل جهداً في الدراسة لعدة سنوات وبذل كل ما بوسعه للحصول على فرصة إكمال دراسته الجامعية أوالعمل في القطاع الحكومي ولم يكتب له التوفيق الأثر السلبي على معنوياته وطموحه وبدلاً من أن يصبح فرداً فاعلاً في المجتمع يكون على عكس ذلك تماماً . عليك أخي الشاب أن تكون واعياً من أن يصيبك الإحباط واليأس , ففرصة حصولك على الوظيفة كبيرة جداً وعليك بالمقام الأول التوكل على الله سبحانه وتعالى حيث قال في كتابه الكريم ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه)) ومن ثم بذل مزيداً من الجهد والصبر والمثابرة بالمقام الثاني ، وأنتبه من أن تقف وتنتظر قطار الوظيفة الحكومية إلى أن يصل والذي قد يتأخر وصوله سنوات ، وبالتالي عليك أن تغير مسارك وتوجهك لأن الباب مفتوحاً لك في مجال آخر فهناك العديد من الفرص والوظائف الشاغرة المناسبة التي تنتظرك في القطاع الخاص لدى ((الشركات والمؤسسات)) والتي أنت أحق بها من غيرك من الجنسيات الأخرى مع احترامنا وتقديرنا لهم ، وكل ما هو مطلوب منك هو عدم التكاسل في طرق هذه الأبواب. لقد سّخر جميع المسئولين في إدارة التوظيف بمكتب العمل بالخرج وفي الغرفة التجارية بالخرج وكذلك في صندوق تنمية الموارد البشرية كل ما بوسعهم وبذلوا جهوداً طيبة وملموسة والتي بلا شك يشكرون عليها في توفير الفرص الوظيفية للشباب وتهيئتهم للعمل في القطاع الخاص ، وكل ما عليك هو أن تشّمر عن ساعديك وستجد بإذن الله كل العون والمساعدة من جهات التوظيف المذكورة. مهارة البحث عن وظيفة لابد أن تعلم بأن العمل في القطاع الخاص له طبيعة وثقافة تختلف عن طبيعة وثقافة العمل في القطاع الحكومي نظراً لاختلاطك مع عدة جنسيات وثقافات وديانات متنوعة وهذا يتطلب منك مرونة عالية في التعامل مع كافة الظروف والمتغيرات في بيئة العمل ، كما أن عليك السعي في البحث عن قوائم بأسماء الشركات عن طريق مركز المعلومات في الغرفة التجارية ومن ثم زيارة هذه الشركات وعليك أن تحتاط عند زيارة أي شركة أو مؤسسة بأن تبادر بالسؤال المشهور دائماً عندكم وظيفة؟ إن المطلوب منك حسب المتعارف عليه في مفهوم إدارة الأعمال هو (تسويق الذات) أي أن تتوجه للمسئول عن التوظيف في الشركة وتطلب منه أن يمنحك من وقته دقائق معدودة ومن ثم تبدأ بالحديث معه بكل لباقة وتشرح له بأنك شاب طموح وترغب أن تنظم لفريق العمل في الشركة وبأن لديك القدرة والجدية والرغبة الأكيدة على العمل وتطوير ذاتك ومهاراتك وما إلى ذلك من الجمل الجيدة ، وتأكد بأنك بهذه الطريقة حتى وإن لم يكن هناك وظائف شاغرة لدى الشركة فأنك ستعطي انطباعاً رائعاً عن نفسك لتجاوب الشركات معك في خلق أي وظيفة مناسبة لك ، ومن ثم عليك القيام بما يلي. أولاً:- السيرة الذاتية قم بإعداد وطباعة سيرتك الذاتية بشكل منظم حيث أن السيرة الذاتية المنظمة والمنسقة يمنح المسئولين في الشركات والمؤسسات عند الإطلاع عليها انطباعاً جيداً عنك كما يفضل أن لا تزيد عدد صفحات سيرتك الذاتية عن صفحتين وعليك تقسيم سيرتك الذاتية لعدة أقسام بحيث يحتوى القسم الأول على صورتك الشخصية بشرط أن تكون حديثة وملونة بالإضافة إلى بياناتك الشخصية ، وأن يحتوي القسم الثاني على بيانات الشهادة الدراسية وأن يحتوي القسم الثالث على الخبرات والدورات أن وجدت ، ومن الممكن أن تضيف قسماً رابعاً يحتوي على هواياتك. ثانياً :- طلب التوظيف عند تقديم طلب التوظيف لأي شركة أو مؤسسة أحرص دائماً عند كتابة الطلب أن تقوم بتعبئة الطلب كاملاً وبخط واضح ومن دون أي شطب أو تعديل على الطلب ، وإذا كان هناك بعض الغموض في طلب التوظيف لا تتردد بأن تستفسر عن ما أشكل عليك من غموض من مسئول التوظيف ، علماً بأن هناك بعض الشركات تطلب من المتقدمين تعبئة الطلب على موقعها الإلكتروني وهذا سيكون أفضل بطبيعة الحال حتى تتمكن من متابعة الطلب بين الحين والآخر ، كما عليك التواصل المستمر مع الشركة والاستفسار عن طلبك سواءً بالاتصال أو زيارة الشركة علماً بأن متابعتك لطلبك تعطي انطباعاً مميزاً يدل على اهتمامك وحرصك على الوظيفة. ثالثاً :- موعد المقابلة الشخصية إذا تلقيت اتصال من أي جهة تقدمت لها فهذا مؤشر إيجابي على أن الطلب الذي تقدمت به مقبول مبدئياً لذا عليك أولاً قبل الذهاب للمقابلة جمع معلومات أولية عن الشركة أو المؤسسة على سبيل المثال نشاط الشركة وطبيعة عملها وعدد فروعها ومنتجاتها الخ... والتي عادة ما ستجدها على موقع الشركة الإلكتروني ثم عليك ثانياً التقيد بالذهاب إلى موعد المقابلة قبل الوقت المحدد للمقابلة على أقل تقدير بما لا يقل عن ربع ساعة كما عليك الحرص على أن تكون بكامل أناقتك (اللبس السعودي) وأحذر الذهاب للمقابلة بملابس رياضة وما شابهها إلا إذا تطلب الحضور للمقابلة بملابس معينة حسب رغبة الشركة أو المؤسسة. رابعاً:- أثناء المقابلة الشخصية أثناء المقابلة الشخصية عليك الجلوس بثقة والتحدث بهدوء ولباقة وعدم الارتباك كما أن عليك عدم التسرع بالإجابة على أي سؤال يوجه لك ولابد أن تكون إجاباتك واضحة ومحددة ومن أهم النقاط التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار أثناء المقابلة هي الإجابة بصدق وشفافية على كل سؤال يوجه لك ، وأعلم أيضاً بأن هناك بعض الأسئلة التي تحتوي على صيغة استفزازية واختبارات نفسية فكن منتبهاً لذلك ، وكن على ثقة بأنه إذا كان الوقت المحدد للمقابلة نصف ساعة على سبيل المثال وامتد إلى أكثر من ذلك فهذا مؤشر جيد للقبول النهائي بأذن الله ، ويمكنك توجيه أي أسئلة للمسئولين في المقابلة وكن شديد التركيز في ذلك ويفضل عدم المبادرة بالسؤال عن مرتب الوظيفة ودع هذا الخيار إلى لجنة المقابلة فلن تنتهي المقابلة دون أن يكون لديك علم بمرتب الوظيفة وتفاصيلها كاملة ، كما بإمكانك الاستعانة ببعض الكتيبات التي تباع في المكتبات العامة للاسترشاد بها والتي تتحدث عن فن المقابلات الشخصية . المختصر المفيد،،، تيّقن في النهاية بأنك لن تنال إلا ما كتبه الله لك وأن الأرزاق من عند الله كما قال في كتابه الكريم ((وفي السماء رزقكم وما توعدون)) فكل ما عليك هو فعل الأسباب وعدم اليأس وأعلم بأن جميع الشركات والمؤسسات الكبرى وبالأخص التي لديها مراكز تدريب تبحث عن الشباب حديثي التخرج أي أن عامل الخبرة وكذلك اللغة الإنجليزية لم يعد مطلوباً بشكل كبير كما كان سابقاً فقد أصبح تركيز الشركات والمؤسسات منصّباً على اختيار الشاب الذي يملك الموهبة ولديه القدرة على تطوير ذاته ومهاراته وبالتالي فأن المفاضلة بينك وبين زملائك الآخرين ستعتمد على تطبيق النقاط السابقة بعد توفيق الله تعالى . همسة أخيرة،،، لكل أب وأم ، أن لكما دور كبير في توجيه أبناءكم إلى أهمية العمل في القطاع الخاص وما لذلك من أثره الإيجابي على مجتمعنا وعلى اقتصاد مملكتنا الغالية بشكل عام ، فهم بحاجة منكم إلى كل دعم مادي ومعنوي حتى يتمكن كل شاب من الوقوف على قدميه بالشكل الصحيح ويتمكن من بناء مستقبله ويصبح عضواً في مجتمعه له أهميته ويشار إليه بالبنان. خاتمة ،،، شكراً لكل من منحني من وقته دقائق لقراءة أومشاهدة المقال السابق وشكراً بشكل خاص لكل من شرّفني بالثناء على المقال، مع تمنياتي بالتوفيق للجميع. خالد بن محمد الخميس مدير الموارد البشرية والشؤون الإدارية (OMACO / M.V.P.I)