هذا السؤال المُلِح هو الشغل الشاغل لكل شاب أو فتاة على نهاية أعتاب الحياة الجامعية وأصبحوا قريباً من مواجهة المستقبل الوظيفي، محّملاً بطائفة من الأحلام الوردية عن مستقبل مأمون له ولأبنائه في المستقبل. والعمل لاشك جزء مهم من حياتنا نعتمد عليه للحصول على مدخولنا الذي يضمن لنا مستقبلاً آمناً ومع الوقت يرغب الكثير منا في تطوير عمله وزيادة دخله. ونتوقع أن يكون العمل مثيراً للاهتمام حائزاً على الرضا ونتوقع استخدام مهاراتنا بما يتلاءم مع التزاماتنا الأخرى هذا ما نلمسه من خلال طبيعة عملنا وتفاعلنا مع الشباب الجامعي، لكن قلة منا يبذل الكثير من الجهد في التخطيط لنوع المهنة التي يريدها، والتفكير في الغاية التي يقصدها من خلال العمل وهو شيء يجب علينا جميعاً تطبيقه خلال حياتنا المهنية. وتشمل أي مقاربة للتخطيط لمهنة المستقبل التركيز على الشخص المعني بالأمر وعلى سوق العمل والإطار المستخدم يركز على عدة محاور:- تعرّف إلى ذاتك وقدراتك الشخصية وما هو العمل الذي تجيده (ميداني، مكتبي، ... الخ) (ما هي مهاراتك). - تقصي الخيارات الوظيفية المتوافرة في سوق العمل المحلي. - ضع خطة عمل للتقديم للوظيفة كما سيأتي لاحقاً. وهمسة في أذنك أيها الشاب ضع نفسك مكان صاحب العمل أو مدير العمل أو اللجنة التي ستقابلك واسأل نفسك السؤال التالي، ما هي الصفات والمواصفات والمؤهلات التي تظن أن على المرشح المثالي للتوظيف أن يحملها ؟ ربما تفضّل أن يكون لهذا المرشح خبرة سابقة في الوظيفة التي يتقدم لها، أو قد ترغب في أن يكون المرشح طموحاً وراغباً في المساهمة بطاقاته ومهاراته لإنجاح الشركة أو المؤسسة التي سينتمي إليها، والمرشح المثالي لأي وظيفة يظهر اهتماماته ومعرفته بقطاع العمل المرغوب على الأخص في الجهة التي يسعى للتوظف فيها، وهذا الاهتمام والمعرفة يوحيان بأن المرشح لا يبحث عن أي شركة أو أي مؤسسة لمجرد التوظيف وحسب، وباختصار سوف يرغب مسئول التوظيف في توظيف شخص نشيط متحمس لوظيفته ويمتلك المهارات والمؤهلات الضرورية لذلك وهكذا تكون المقابلة الشخصية وما تحمله من ملف تعريفي بنفسك فرصة سانحة لكي تقدِّم نفسك على شكل المرشح المثالي لملء الوظيفة المطلوبة. وتبدأ الطريق المؤدي إلى المستقبل الوظيفي بتخيل المقابلة وطلب التوظيف كأداة تسويق لذاتك بفعالية تجذب انتباه الآخرين من خلال إبراز الملامح والخصائص الجذابة للشيء الذي يتم التسويق له. وتذكّر أن مسؤولي التوظيف يتلقون المئات من طلبات العمل لكل وظيفة متاحة ولن يضيّع أحد منهم وقته في قراءة طلب توظيف محشو بالكلام. لذلك يجب أن يكون طلبك موجزاً وأن تتجنب التفاصيل الكاملة عن تاريخك الدراسي أو المهني الذي يجب أن تحفظه لخلاصة سيرتك الذاتية. وعليك أن تتميز عن الآخرين بإبراز إنجاز واحد أو إنجازين من إنجازاتك أو قدراتك التي تظهر أنك مرشح غير عادي للوظيفة والتركيز على جانب أو جانبين إيجابيين عندك لتعزيز فرص اهتمام صاحب العمل بطلبك بالوصول إلى مرحلة إجراء المقابلة معه حيث يمكنك شرح بقية مزاياك وإنجازاتك. وعليك أن تنفق وقتاً كافيا في معرفة والاستعلام عن الشركة أو الجهة التي تود التقديم لها بحيث تقنع مسؤول التوظيف أنك تريد العمل معه بعد دراسة ودراية للشركة وأنك مقتنع كلياً بهذا القرار وهكذا ينظر إلى اهتمامك الخاص به وبالشركة كمؤشر إلى أنك من المحتمل أن تبقى فترة طويلة تعمل معه كموظف واعد. وأخيراً انتهج أسلوباً عملياً ملائماً لصياغة طلبك ليجمع بين الرسمي والمهذب بحيث يوازن بين ثقتك في نفسك واحترامك لصاحب أو مدير العمل في أسلوب واضح وموضوعي وبعيداً عن الأمور الشخصية وبعرض مقنع وغير روائي. وسنكمل حديثنا الأسبوع القادم عن التخطيط الفعّال لاختيار الوظيفة لمؤهلات وطموحات الشباب وعن مفاتيح النجاح في الحياة الوظيفية فإلى الملتقى بإذن الله تعالى.