تعتبر الزراعة العضوية اهتمام جديد بالغذاء الصحي الآمن من حيث الإنتاج والتصنيع والتصدير و الجودة في الغذاء من حيث المواصفات والمقاييس، وتعتبر الزراعة العضوية من أهم أشكال ومصادر الغذاء الآمن والصحي، كما تعتبر أيضا نظاماً كاملاً ومتكاملاً يهدف للوصول إلى إنتاج ذي جودة عالية خالٍ من أي مترسبات كيميائية قد تضر بالإنسان والبيئة، وتهدف الزراعة العضوية بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على التربة والاعتماد على الطبيعة في العمليات الزراعية والحفاظ على الكائنات الحية الدقيقة والنافعة وتقليل المدخلات الخارجية ومنع استخدام المواد الكيميائية للوصول إلى إنتاج توازن بيئي وطبيعي. ونتيجة للخلل الناتج من الاستخدام العشوائي للأسمدة والمبيدات الكيميائية وبكميات تفوق حاجة النبات بهدف الوصول إلى إنتاج أعلى من حيث الكم, فقد توجهت الدولة إلى نمط الزراعة العضوية, وبذلك فإنها تعتبر من الدول المهتمة بهذا المجال والمؤيدة للتوجه لاستخدام المقاومة البيولوجية والحيوية؛ حيث قامت وزارة الزراعة بالتعاقد مع المؤسسة الألمانية للتعاون الفني وذلك لتقديم المساعدة في إدخال وتطوير الزراعة العضوية وتدريب الكوادر السعودية وذلك للنهوض بهذا المجال، كما أن الوزارة اهتمت بإنشاء جمعية للزراعة العضوية انطلاقا من حرص الدولة على صحة وسلامة المواطنين لإنتاج منتجات زراعية عضوية تسهم في الحفاظ على البيئة ووضع الخيارات أمام المستهلك واهتمام معالي وزير الزراعة بهذا المجال واضح من خلال دعمه لكل ما هو في صالح تطور الزراعة العضوية. كما صدرت مؤخرا موافقة معالي الوزير على إنشاء إدارة للزراعة العضوية ترتبط بمعاليه مباشرة وتقوم بتطوير الزراعة العضوية من ناحية الأنظمة والتشريعات واللوائح والرقابة والإشراف وجميع الأمور الفنية للحد من التلوث الحاصل في الغذاء وإعادة التوازن البيئي وتحسين الإنتاج، حيث إن ذلك أصبح مطلباً من قبل المزارع والمستهلك على حد سواء، وقد قام عدد من المزارع الكبرى في المملكة بتطبيق هذا النظام من الزراعة وقد شرع مشروع الزراعة العضوية بالوزارة باختيار وتدريب عدد من المزارعين في جميع مناطق المملكة لنشر هذه التكنولوجيا ليوافق بذلك الطلب المتزايد على هذه المنتجات العضوية في السوق المحلية والعالمية. ناصر عبد الله الموسى الدلم رئيس قسم وقائة المزروعات بمديرية الزراعة بالخرج