بداية أعتذر لقرائي الأعزاء . . فالحقيقة قد تكون مرّة ، لكنها الحقيقة .. لن أطيل في مقدمة تذهب بحماس القارئ ، وتطرد عصافيره لتحلق بعيدا .. (السحر) بإجماع الأمة قديما وحديثا كفر مخرج من الملة ، وهو من نواقض الإسلام العشرة التي تربينا عليها وحفظنها منذ نعومة أظفارنا ، قال تعالى : {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} . وبفضل الله سبحانه ، ثم بفضل الخطوط العريضة التي وضعها باني نهضتنا المغفور له بإذنه الملك عبدالعزيز ، وما سار عليه حكامنا من بعده ، فقد استقرت هذه الركيزة حتى بتنا مجتمعا محاربا للسحر والمشعوذين بشتى وسائله وطرقه . ورغم ما ذكرت إلا أن أحدا لا يروق له ذلك ، فاستمرت المحاولات تلو المحاولات إلا أن جدارنا الإيماني وقف حصنا منيعا ، ودرعا صلبا ولله الحمد . فتعددت وتنوعت الطرق فتارة في ألعاب الأطفال ، وتارة في الصحف والإعلانات ، وتارة في السياحة وعجائب الدنيا ، وهاهم اليوم يستخدمون سلاح العصر الفتاك ، إنه "الإعلام" وتحديدا القنوات الفضائية ؛ فما قنوات السحر والشعوذة والتي سخّر الله لها من يحاربها ويكفينا شرها ، حتى عادت لنا وللأسف بأيدي أناس لا تجزم أنهم أدوات لتمرير ذلك ، وفي نفس الوقت لا تجزم بغبائهم وسذاجتهم ، وهم القائمين على بعض الفضائيات . فلا تكاد تنظر لفيلم أو مسلسل إلا وكان ل (السحر) مكان بارز في السيناريو ، وإذا ما انتهى البرنامج الذي يبث ثلاثين (30) حلقة وضعوا في ختامه آية قرآنية تدل على ضرر السحر وحكمه الشرعي . . بعد أن ألفنا (السحر) وصار أمرا معتادا ، حتى يقول أحد الأطفال : " سهلة يا بابا نسويله سحر ويرجع طبيعي" . وحتى عرف التلفزيون الخليجي والشعب الخليجي ب (بلد السحر والشعوذة) ؛ هذا ونحن وخاصة في بلادنا أدام الله أمننا نحارب ونحرص ، وتقوم الدولة بكافة أجهزتها الأمنية بذلك ، وعلى رأسها "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" . وأرجو ألا يقول قائل :" أن هذه المسلسلات تبيّن الأضرار من السحر أو توضح للناشئة الشر كي يبتعدوا عنه " فأقول : إن قصة (علاء الدين) أو (علي بابا) والتي وصف العرب بها قديما أقبح وصفين وهما : (السرقة) و(السحر) فكانت ولا تزال حتى الآن هي الصفة المحفوظة عن العرب في أغلب البلدان وبسبب قصة خرافية . وأتذكر أن شباب هذا البلد عندما كانوا يسافرون إلى بلاد الفسق والمجون في الثمانينات والتسعينيات كانوا يحكون لنا أنهم يقومون بكل ما يغضب الله ، إلا السحر أو قراءة الكف أو التنجيم ، كل هذا لأننا تربينا وقتها على عقيدة صافية سليمة . أسأل الله أن يربط الله على صفاء عقيدتنا . سعود بن عبد الله الضحوك